وكانت التجربة بمثابة نقطة تحول لجهود الشركة في إطلاق كبسولات تقل روادا بهدف مساعدة إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) على استعادة قدراتها على إطلاق رحلات فضائية مأهولة.
وسيتيح نجاح الهبوط معلومات قيمة عن التجربة بعد أن فشلت المهمة الرئيسية وهي التحام الكبسولة بمحطة الفضاء الدولية.
وفتحت المظلات الثلاث الرئيسية للكبسولة على ارتفاع 1600 متر من سطح الأرض بعد أن تحملت الكبسولة الحرارة الشديدة الناجمة عن عودتها للمجال الجوي للأرض حيث هوت بسرعة تفوق سرعة الصوت بنحو 25 مرة.
وفقدت الولايات المتحدة إمكانية تنظيم بعثات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية بشكل مستقل، وبدأت تعتمد على روسيا بعد انتهاء برنامج مكوك الفضاء "سبايس شاتل" في عام 2011.
ومنذ ذلك الحين تم تنفيذ رحلات رواد الفضاء الأميركيين إلى محطة الفضاء الدولية على متن السفن الفضائية الروسية "سويوز". وكان من المتوقع أن تقوم "بوينغ" و"سبيس ايكس" بأول رحلة طيران مأهولة قبل نهاية عام 2018 أو في منتصف عام 2019.
وفي الـ3 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري أعلنت شركة "يونايتد لاونش أليانس" تأجيل الإطلاق الأول لمركبة الفضاء الأميركية "ستارلينر" بدون طاقم نحو محطة الفضاء الدولية، والذي كان من المقرر إجراؤه في 17 كانون الأول/ديسمبر، لمدة يومين بسبب مشاكل في الصاروخ الحامل "أطلس-5".
وجاء في البيان على موقع الشركة: "إطلاق الصاروخ الحامل "أطلس-5"، مع مركبة بوينغ "ستارلينر" الفضائية تقرر تأجيله الآن إلى 19 كانون الأول/ديسمبر".
وتجدر الإشارة إلى أنه أثناء التحضير للإطلاق، تم اكتشاف مشكلة في الصاروخ بتزويد الهواء الرئيسي للتطهير.
وأفادت الشركة: "بأن هناك حاجة إلى وقت إضافي لفرق الشركة وبوينغ، لاستكمال تحليل المشكلة، واستبدال القناة، واستكمال الاستعدادات قبل الإطلاق".
وأعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا"، أن كبسولة رواد الفضاء الجديدة لشركة بوينغ فشلت في الوصول لمدار محطة الفضاء الدولية، أول من أمس الجمعة، مما يجهض تجربة حاسمة في مسعى الشركة العملاقة لإرسال رواد فضاء للمحطة الدولية.
ووفقا لوكالة "رويترز"، انطلقت الكبسولة "سي.إس.تي-100 ستارلينر" بنجاح من كيب كنافيرال في فلوريدا، لكن عطلا بجهاز التوقيت حال دون وصول المركبة إلى المدار الذي كان سيضعها على الطريق للالتحام بمحطة الفضاء.
وقال جيم تشيلتون الرئيس التنفيذي لبرنامج الفضاء في بوينغ في مؤتمر صحفي، إن الخطة الحالية هي عودة الكبسولة للأرض وهبوطها في وايت ساندس بولاية نيو مكسيكو يوم الأحد.
وقال مدير إدارة الطيران والفضاء جيم برايدنتاين إن عطلا حدث في جهاز التوقيت دفع الكبسولة لحرق كميات من الوقود أسرع من اللازم مما حال دون وصولها المدار المحدد.
وقال مكتب مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي في بيان إنه جرى إطلاع نائب الرئيس على الحادث وانه تلقى تطمينات بأن إدارة الطيران والفضاء ستواصل التجارب لتحقيق هدفها باستئناف رحلات الفضاء المأهولة على صواريخ أمريكية عام 2020.