تقول مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، إن أمريكا ليس لديها سلاحا مضادا للطوربيدات فائقة السرعة، التي تعمل بتقنية "التكهف الفائق".
وطورت روسيا تقنية طوربيدات شكفال، التي يتم تزويدها بمولد فقاعات هوائية عند مقدمة الطوربيد، لتجعله يتحرك داخل فقاعة هوائية تقلل نسبة احتكاكه بالماء بصورة كبيرة، في ذات الوقت الذي يتحرك فيه الطوربيد بسرعة فائقة تصل إلى 200 عقدة/ الساعة (370 كم/ الساعة)، باستخدام محرك يعمل بالوقود الصلب، بحسب موقع "نيفل تكنولوجي" الأمريكي.
الغواصات الوحيدة في العالم
وتقول "ناشيونال إنترست"، إن الغواصات الروسية، هي الغواصات الوحيدة في العالم، التي يتم تسليحها بطوربيدات "التكهف الفائق"، التي تصل سرعتها إلى 6 أضعاف سرعة الجيل السابق من الطوربيدات.
وبحسب المجلة، فإن روسيا يمكنها قلب موازين الحرب البحرية رأسا على عقب، بهذا النوع من الطوربيدات، الذي لم تفلح جهود خصوم روسيا في تصنيع سلاح دفاعي يحمي سفنهم من خطره.
وأضافت المجلة الأمريكية: "تسبب الهدوء المؤقت في سباق التسلح بين القوى الكبرى، في تأخر آثار التقنيات الجديدة في التسلح، إلا أن تقنية "التكهف الفائق"، ربما تعصف بالعالم".
في حقبة الحرب الباردة، كان الاتحاد السوفيتي يعتمد بصورة كبيرة على أسطول ضخم من الغواصات، في التصدي للأسطول الأمريكي، الذي كانت مهمته تتجاوز تأمين الإمدادات لأوروبا، في حال اندلاع الحرب العالمية الثالثة، إلى تهديد الاتحاد السوفيتي مباشرة بإغراق الغواصات السوفيتية، التي تحمل الصواريخ الباليستية.
وواصل الاتحاد السوفيتي تطوير أسطول غواصات الديزل، ثم قام بتطوير غواصات نووية، واستمرت عملية تطوير الأسلحة البحرية السوفيتية، إلى أن توصل السوفيت إلى تقنية "التكهف الفائق" للطوربيدات، مثل طوربيد "في إيه 111 - شكفال".
وظل الطوربيد شكفال، سلاحا سوفيتيا سريا، حتى انتهاء الحرب الباردة، وظهرت معلومات عامة عنه في منتصف تسعينيات القرن الماضي
وكانت المعلومات المتاحة أنه يعمل بمحرك صاروخي، وأن سرعته تتجاوز 200 عقدة في الساعة، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن امتلاك روسيا سلاحا بهذا السرعة، في الوقت الذي يصل فيه متوسط سرعات الطوربيدات والسفن الحربية والغواصات إلى حوالي 50 عقدة في الساعة، يكشف مدى خطورة هذا السلاح الخارق، الذي تمكن الروس من ابتكاره.
بينما تستخدم الطوربيدات العادية تقنية الدفع، التي تستخدمها الطائرات الحربية "بامب جيت"، فإن طوربيدات "شكفال" تستخدم تقنية دفع باستخدام محركات صاروخية، وهو ما يكفي لجعلها أكثر سرعة من غيرها.
لكن ولأن كثافة المياه تؤدي إلى إعاقة حركة الأجسام داخلها بصورة أكبر من حركتها في الهواء، كانت هناك مشكلة بالنسبة لمصممي الطوربيد، تم حلها بتقنية "التكهف الفائق"، التي تحول عادم المحرك الصاروخي إلى بخار يخرج على شكل فقاعات هوائية في مقدمة الطوربيد، لتجعله يتحرك داخل غلاف من الهواء، ويحول دول احتكاكه الكامل بالماء، وبالتالي زيادة سرعته بصورة فائقة.
أمريكا لا تملك سلاحا مضادا
وتقول المجلة إن الغواصات الروسية، هي الوحيدة في العالم، التي تملك طوربيدات فائقة السرعة تعمل بتقنية "التكهف الفائق"، وهي مسلحة برؤوس تقليدية، كما أنها صنعت نسخة مخصصة للتصدير تحمل اسم "شكفال إي"، مشيرة أن إيران أيضا تزعم أنها تمتلك نوعا مشابها من هذه الطوربيدات، التي تحمل اسم "هووت"، التي ربما تكون قد صنعتها باستخدام تقنية "الهندسة العكسية"، لاستنساخ الطوربيد الروسي.
ولفتت المجلة إلى أن ألمانيا أعلنت عام 2004، أنها طورت تقنية طوربيد جديد يمكن أن تصل سرعته إلى 194 عقدة في الساعة، لكنه لم يتحول إلى سلاح فعلي، رغم الكشف عن إجراء اختبارات إطلاقه.