وكان وزير النفط السوري علي غانم قد أعلن لـ"سبوتنيك" عن توقيع "خارطة طريق مع وزارة الطاقة الروسية، تفرع عنها عدد من الاتفاقيات والعقود، لتسريع عملية استعادة العافية للقطاع النفطي السوري.
المناطق والآمال
وتجري عمليات البحث والسبر في مناطق متعددة من سوريا وذلك بحسب الخبير النفطي والإعلامي الاقتصادي علي سليمان، والذي قال في حوار مع وكالة "سبوتنيك": حسب الدراسات التي كانت سابقا بين الشركات السورية والروسية، تم السبر عن النفط في المياه الإقليمية السورية في البحر الأبيض المتوسط، وفي عدة مناطق أخرى في سوريا كريف دمشق في قارة والقلمون، ومناطق جديدة من الجزيرة السورية.
ويتابع: المساحات التي سبرت كبيرة جدا، وهناك مخزون واعد من النفط والغاز، وبحسب معلوماتي بأن الاتفاق تم على عمليات السبر في بداية عام 2012، والتركيز كان في مياه البحر الأبيض المتوسط خاصة عن النفط الصخري الموجود في عمق البحر.
وكذلك يقول الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية غريغوري لوكيانوف في اتصال مع "سبوتنيك": على مدار السنوات الماضية تم تنفيذ العمل لتحديث البيانات الموجودة على الجرف الصخري، واحتياطيات الغاز في المياه الإقليمية السورية في البحر المتوسط، وفي الأشهر الأخيرة تنشط الحديث عن الحاجة إلى تطوير المخزون النفطي لاستعادة الاقتصاد السوري لعافيته.
ويكمل: هناك صعوبات موضوعية، على سبيل المثال طوال كل سنوات الحرب، تمنع إسرائيل هذا فعلياً من خلال القيام بدوريات في المياه السورية، وهنا كانت مخاطر العمل مرتفعة للغاية.
عمل الشركات الروسية
وعن دور الشركات الروسية في القطاع النفطي في سوريا يقول الخبير السوري علي سليمان: تم توقيع عقود للمرحلة اللاحقة من السبر وهي تجهيز الحقول، وما بعد ذلك توقف العمل بسبب الأوضاع المتوترة، وتم الانتظار لحين استقرار القادمة، وأتوقع أن العام القادم قد تبدأ عمليات التنقيب، والاتفاق لم يكن فقط حول السبر، وإنما يشمل الاستخراج والاستخدام وحتى أنه تم الاتفاق حول الحصص.
ويتحدث عن ذلك الخبير الروسي لوكيانوف، ويقول: يعتبر المخزون البحري في البحر المتوسط مبدئيا مثيرة للاهتمام الآن للجميع، على وجه الخصوص الشركات الروسية، وهي مستعدة لبناء تعاون مع جميع بلدان المنطقة، المفاوضات جارية مع المصريين وكذلك مع لبنان وقبرص، وفي هذا الصدد تحاول الشركات الروسية أن تكون غير سياسية.
موقف الولايات المتحدة
أكدت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بأن سوريا تدرس رفع دعوة دولية على الولايات المتحدة لسرقتها النفط السوري، ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة تطمع في غاز المتوسط أيضا، وعن الموقف الأمريكي حيال التعاون الروسي السوري يقول سليمان: الصراع السياسي الاقتصادي قائم وبقوة بين الدول الكبرى والولايات المتحدة تسعى بقوة للاستحواذ على النفط السوري، إن كان في المياه الإقليمية أو المنطقة الشرقية في الرميلان ومنطقة الحسكة.
ويكمل: وقد تم الحديث عن النفط في لبنان ومصر، أما بخصوص سوريا فقد سعت الشركات الإمريكية للحصول على حصص، وتم الحديث على مساومات على مناطق توجد فيها فصائل موالية للولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم التخلي عن هذه المناطق مقابل الحصول على عقود نفطية، لكن القرار السيادي السوري لا يوجد فيه مساومة، فالأرض تعود والقرار حول عقود النفط وغيرها يرجع اتخاذه للدولة السورية، وهي تختار الشركات التي يحق لها الاستثمار.
ويضيف الخبير السوري: كان الرئيس الأسد قد صرح سابقا أن الدول الصديقة روسيا والصين وإيران لها الأولوية في عملية إعادة الإعمار وعقود النفط، وفي كل المشاريع، ولا أتوقع أن يكون هناك اتفاقات مع شركات أمريكية حتى لو كانت عقود بالتراضي مع شركات قطاع خاص دون تدخل الدولة في هذا الأمر.
أما لوكيانوف فلا يرى أي أهمية للموقف الروسي في هذا، ويشرح: موقف الولايات المتحدة في رأيي ليس هاما، لكنها سوف تستخدم جميع الأدوات الممكنة لطرد الشركات الروسية من المنطقة، مسترشدة بكل من الأهداف الاقتصادية والسياسية، ومن غير المحتمل أن تدرس الشركات الأمريكية إمكانية التعاون البناء والمتبادل المنفعة مع الشركات الروسية.
ويردف قائلا: والأمر الأكثر أهمية في رأيي هو أنه سيتعين على روسيا أيضًا البحث عن طرق لحل النزاعات بين دول المنطقة من أجل نجاح الأعمال، على وجه الخصوص الصراع بين تركيا وبقية المنطقة، والذي تفاقم بتوقيع مذكرة مع حكومة السراج في ليبيا بشأن الحدود.
ويختم: هذا العامل قد يخلق مخاطر أمنية بالإضافة إلى مخاطر العمل، وسيتعين أن تقررها الدول والشركات الدولية بشكل مشترك، وفي هذا الصدد لدى روسيا رصيد من العلاقات الجيدة مع جميع أطراف النزاع، لذلك قد تصبح وسيطًا في حل النزاع الذي يخيم على المنطقة.