بينما قال الرئيس الأمريكي، إنه لا يريد ولا يتوقع حربا مع إيران، بعدما هدد في وقت سابق بالانتقام من طهران في أعقابِ احتجاجات عنيفة قادتها جماعات مدعومة من إيران أمام السفارة الأمريكية في بغداد.
في الوقت نفسه قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الولايات المتحدة سترسل نحو 750 جنديا على الفور إلى الشرق الأوسط، ردا على احتجاجات عنيفة عند السفارة الأمريكية في العراق.
من جانبه رفض الرئيس العراقي برهم صالح، محاولات اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، قائلا إن ذلك ينتهك اتفاقات دولية تلزم بلاده بحماية البعثات الأجنبية.
وكان محتجون غاضبون من الغارات الجوية الأمريكية، التي استهدفت مقارا للحشد الشعبي بالعراق، قد رشقوا موقعا أمنيا عند السفارة الأمريكية في بغداد بالحجارة، وأضرموا فيه النار، ما أدى إلى إجلاء الموظفين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، أحمد الربيعي، إن "ما حصل في العراق سيؤدي إلى سوء العلاقة مع كثير من دول العالم لأن الهجوم على مصر أي سفارة يعتبر خرقا للمواثيق الدولية"، مشيرا إلى أن "ما جرى يشكل انعطافة في عملية المواجهة التي تعلن عنها دائما الولايات المتحدة وإيران في منطقة الشرق الأوسط".
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، محمد مهدي شريعتمدار، إن "الولايات المتحدة كان تقديرها خاطئا بعد الاحتجاجات العراقية على الفساد وإطلاق بعض الشعارات فيها ضد إيران لم تتصور بأن الشعب العراقي سيكون له رد فعل لما حصل من هجوم على الحشد الشعبي"، موضحا أن "الولايات المتحدة لا تريد أن تقبل بالواقع الموجود في العراق بأن الشعب يعارض التواجد الأمريكي في البلاد".
ولفت الباحث والمحلل السياسي، زيد العيسى، إلى أن "أمريكا تريد إرسال قوات للمنطقة وهي تتذرع بالحجج لإرسال مزيد من القوات بدعوى الحفاظ على مصالحها ووجودها في هذه المنطقة وهي ترى زيادة في الغضب من تصرفاتها واستراتيجيتها المتهورة في المنطقة".
وقال إن "الولايات المتحدة اكتشفت أنها لا تستطيع أن تعول على القوات العراقية لتقديم حماية واقعية وحقيقية في تلك الحالة من التوتر التي يعيشها العراق".