وعقب الإعلان عن وفاته، أعلن مجلس الدفاع العماني، على الفور، في أول إجراء له، انعقاده في جلسة مفتوحة وذلك لاختيار من يتولى الحكم خلفا للسلطان قابوس بن سعيد.
وتقتضي مراسيم الخلافة فتح رسائل مغلقة تحدد خيار السلطان وما يجب عمله حال لحسم مسألة خلافته وذلك بعد انتهاء مهلة ثلاثة أيام لمجلس الأسرة الحاكمة لاختيار السلطان الجديد، إذ تنص المادة السادسة في القانون الأساسي العماني على أن تختار العائلة خليفة بعد ثلاثة أيام من وفاة السلطان.
وفي حال فشلت الأسرة الحاكمة في الاتفاق، فإن مجلس المسؤولين العسكريين والأمنيين، ورؤساء المحاكم العليا ورؤساء المجلسين، سيضعون في السلطة الشخص الذي كتب السلطان اسمه سرا في خطاب مختوم.
"ظرف سري"
في تقرير لصحيفة "Foreign Policy" الأمريكية، بعنوان "ظرف الخلافة العماني"، والذي يتطرق إلى إجراءات خلافة السلطان قابوس، قال الصحفي الأمريكي سايمون هندرسون، إن اسم الحاكم المقبل للسلطنة مكتوب على ورقة مخبأة في ظرف في القصر الملكي بالعاصمة مسقط، بالإضافة إلى ظرف آخر مخبأ في قصر ملكي بمدينة صلالة جنوبا.
وأضاف هندرسون أن:
"الظرف الثاني يحوي الاسم نفسه الموجود بالظرف الأول، وسيتم اللجوء إليه في حال لم يتم إيجاده عند وفاة قابوس، مشيرا إلى أن كلا الاسمين هما خياران قابوس الأول والثاني لخليفته".
ويشير التقرير إلى أن هناك رواية أخرى تشير إلى أن الظرف الموجود بالقصر الملكي في مسقط يحوي اسما والظرف الثاني يحوي اسما آخر.
ويوضح أنه على الرغم من حكم سلالة آل بو سعيد لعمان طيلة 14 جيلا، فلم يتم تشكيل آلية فيما يتعلق بالخلافة، حيث إن قابوس نفسه جاء للسلطة عام 1970 بانقلاب.
أطول فترة حكم عربيا..
عانى السلطان قابوس من مرض عضال منذ عام 2014، وهو ما طرح تساؤلات بشأن مسألة خلافته منذ ذلك الحين.
وكان قابوس السلطان التاسع لسلطنة عُمان ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية، وحاكم البنك المركزي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد.
وكان يطلق على الحاكم لقب إمام قبل أن يطلق عليه لقب سلطان، ويعد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم.
وحكم السلطان قابوس (79 عاما) الدولة الخليجية منذ توليه السلطة في انقلاب غير دموي عام 1970 بمساعدة بريطانيا، ولم يكن لدى قابوس أطفال ولم يعين خليفة له علانية.