وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، ونظيره الإسرائيلي عن بدء ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر، وهو ما يمثل تطورا هاما يخدم المصالح الاقتصادية لكلا البلدين، بحسب بيان لوزارة البترول المصرية.
ويقول البيان إن "هذا التطور سيمكن إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك في إطار دور مصر المتنامي كمركز إقليمي للغاز".
وذكرت وزارة البترول أن الوزيرين سيقوما بإعلان هذا التطور أثناء المؤتمر الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط والذي سيعقد يوم غد الخميس في القاهرة.
فوائد كبيرة
قال المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العظيم، إن "صفقة الغاز مع إسرائيل قامت بها شركة قطاع خاص، بعد أن حصلت على الموافقة من الوزارة بموجب قانون تنظيم سوق الغاز".
وأكد أن "الفوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر، تأتي في سياق رسوم مرور الغاز عبر الشبكة، إضافة إلى فيض الإسالة الناتج عن إعادة تصدير الغاز المنقول من إسرائيل لمصر".
وأشار إلى أن "مصر تشارك في مصانع الإسالة، بنسبة 24% في إدكو، وبنسبة 20% في دمياط، مما سيعود عليها بفوائد اقتصادية الناتجة عن فائض عمليات الإسالة".
وبيّن متحدث وزارة البترول أن "الفائدة الأكبر التي ستعود على مصر هي تأميم استدامة إمدادات الطاقة، بموجب القانون الجديد لتنظيم سوق الغاز، حيث تستطيع الشركة المستورة للغاز الإسرائيلي أن تبيع أي كمية تريدها في السوق المحلي، للمشروعات الصناعية والتنموية".
منطقة لوجستية
من جانبه قال السيد حجازي، عضو لجنة الطاقة بالبرلمان المصري، إن "الصفقة الأخيرة التي أعلن عنها وزير البترول بشأن الغاز، لا تعني أن مصر تستورد الغاز الإسرائيلي، فمصر تصدر ولا تستورد".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "مصر تملك محطات إسالة الغاز الطبيعي، وهي غير موجودة في إسرائيل، ولا في منطقة الشرق الأوسط، لذلك تم توقيع الصفقة لتقوم مصر بتسييل الغاز ومن ثم تصديره لصالح إسرائيل".
وتابع: "مصر تمتلك أكبر شبكة غاز طبيعي في الشرق الأوسط، وتملك محطتين لتسييل الغاز في دمياط وكفر الشيخ، وإسرائيل تتعاون مع مصر في مسألة الغاز باعتبارها مركزا إقليميا دوليا لتجارة الغاز".
وأنهى حديثه قائلًا: "مصر تقوم باستقبال الغاز من إسرائيل، ثم تقوم بتسييله، وتصديره للدولة التي تريد إسرائيل أن تصدر لها، وتستفاد ماليًا من عملية التسييل والنقل، ومصر هنا تصدر لحساب الغير".
مؤتمر غاز المتوسط
تنطلق، اليوم الأربعاء، بالقاهرة الاجتماعات التحضيرية لمنتدى غاز شرق المتوسط في إطار الإعداد للاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى الذي يعقد يوم الخميس، بدعوة من طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.
ويشارك في المؤتمر إلى جانب مصر كل من وزراء البترول والطاقة بعدد من دول المتوسط هي: قبرص واليونان والأردن وإسرائيل وفلسطين وإيطاليا إلى جانب الولايات المتحدة التي يمثلها وزير الطاقة ريك بيري، كما يشارك الاتحاد الأوروبي في الاجتماع ممثلاً في المفوضية الأوروبية لشؤون الطاقة والمناخ، وفقاً لوزارة البترول.
وعلى هامش المؤتمر، من المقرر أن يعلن وزراء الطاقة في مصر وقبرص وإسرائيل واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين، تدشين منظمة إقليمية للغاز.
وفي وقت سابق، قال وزير الطاقة الإسرائيلي: "تصدير الغاز إلى مصر يمثل تعاونا اقتصاديا مهما للغاية بين إسرائيل ومصر، منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين. وهو حدث تاريخي لدولة إسرائيل".
وأضاف: "سيتم بموجب الاتفاق تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات"، مشيرا إلى أن الغاز الطبيعي الإسرائيلي، الذي سيبدأ التدفق إلى مصر في الأيام المقبلة، مخصص للاستخدام في السوق المحلي المصري".
وفي 19 فبراير/شباط 2018، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها وقعت صفقة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، وذلك بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات.
وقبل نحو عقد من الزمن، كانت إسرائيل تستورد الغاز من مصر حتى تعرضت خطوط نقل الغاز في سيناء قد تعرضت للاستهداف مرات عديدة، وذلك بين عامي 2011 و2012.