صورة هرتزل تثير ضجة في إسرائيل... والشرطة تفتح تحقيقا… بالصور

أثارت صورة لمؤسس دولة إسرائيل، ثيودور هرتزل، صباح اليوم الجمعة، ضجة كبيرة في البلاد.
Sputnik

وأفادت القناة العبرية الـ"12"، اليوم الجمعة، بأن الشرطة الإسرائيلية ستفتح تحقيقا عاجلا حول أزمة ربما تنشأ بين العلمانيين والمتدينين في إسرائيل، نتيجة لخلافات عقدية بينهما.

علم لحركة متشددة

وأوضحت القناة العبرية أن أحد النشطاء ـ لم يعرف ماهيته ـ قام بوضع علم حركة "كهانا حي" اليهودية المتطرفة على تمثال هرتزل على أحد الشواطئ الإسرائيلية، ما أثار جدلا واسعا في إسرائيل.

وأوردت أن من قام بوضع العلم (علم حركة كهانا حي) على تمثال هرتزل، المؤسس الرئيس لدولة إسرائيل، لم يكشفوا عن هويتهم، بل يرفضون ذلك تماما، وبأن هذا الأمر سيثير غضب العلمانيين، كون تلك المنظمة حركة دينية متشددة.

وأشارت القناة العبرية إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين ما أثاره وزير التعليم الإسرائيلي، رافي بيريتس، من غضب نشطاء الدفاع عن حقوق المثليين ومزدوجي الجنس والمتحولين جنسيا، على خلفية تصريحاته الضمنية بأن "المثلية الجنسية" ضد الطبيعة، ما دفع وزارة التعليم الإسرائيلية إلى تخصيص حصص دراسية لتناول قضية التسامح، الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الأحد.

الصليب المعقوف

ونوهت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني إلى أن وضع "الصليب المعقوف" - رمز النازية -على يافطة لحزب "يسرائيل بيتنو"، على أحد الطرقات، والتي تحمل صورة لأفيغدور ليبرمان، رئيس الحزب، والمكتوب أسفلها "ليبرمان يحافظ على إسرائيل ليبرالية"، تعني أن هناك خلافا حادا بدأ يستعر بين العلمانيين والمتدينين في البلاد. 

وأكدت القناة أن الشرطة الإسرائيلية قررت فتح تحقيق عاجل في تلك الحوادث، بدعوى أنها قضية لا يمكن السكوت عليها، خاصة وأن نشطاء وكوادر من المجتمع المدني طالبت بذلك. 

ويشار إلى أن منظمة "كهانا حي"، هي حركة إرهابية يمينية متطرفة، لا تختلف عن حركة "كاخ" من حيث الأيديولوجية، إنما توجد خلافات شخصية بين قادة الحركتين. ويقيم معظم أفرادها في مستوطنة "كفار تبوح"، شمال الضفة الغربية.

أسسها بنيامين كاهانا، نجل الحاخام مائير كاهانا، بعد مقتل والده عام 1990 في نيويورك، حيث قتل مع زوجته في عملية تفجيرية. وينتهج بنيامين نفس منهج أبيه والمتمثل في السلوك العدواني والعنصري ضد الفلسطينيين، ويملك مع مساعديه سجلات عدة لأهداف محتملة ضد العرب.

الأرض المقدسة

ويرى المنتسبون لهذه الحركة - ومعظمهم من يهود الولايات المتحدة الأمريكية - أن "الشعب اليهودي مقدس"، وأن "أرض إسرائيل مقدسة"، لأنها، بوصفهم، تحمي الشعب من الناحية التربوية والدينية والطبيعية. ويتدرب أفراد من هذه المجموعة على القتال الفردي، والقتال القريب، والأسلحة الخفيفة في معسكر تدريب خاص بالحركة في الولايات المتحدة الأمريكية.

 ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية أصدرت قرارا حظرت  فيه حركتي "كاخ" و"كهانا حي" كمنظمتين خارجتين عن القانون، وذلك بسبب دعوتهما الى انتهاج العنف ضد الفلسطينيين، وزاد عليهم العلمانيين في إسرائيل نفسها.

الجيش الإسرائيلي يعتدي على المصلين في المسجد الأقصى... بالفيديو

وتأتي هذه القرارات لتهدئة الرأي العام في العالم، ولترفع في الوقت ذاته السلطات مسؤولياتها عن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك المنظمات.

وقد جاء ذلك المنع في أعقاب مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل على يد المتطرف باروخ غولدشتاين، في 25 فبراير/شباط 1994.

خلافات عميقة

سبق لمركز "بيو" الأمريكي للأبحاث واستطلاعات الرأي، أن نشره دراسة في العام 2018، أكد من خلالها أن المجتمع الإسرائيلي يعاني فجوات عميقة بين مواطنيه من اليهود، وفجوات أخرى بين اليهود والعرب بعد حوالي 70 عاماً من تأسيس إسرائيل.

أكد المركز أن هناك خلافات عميقة في المجتمع الإسرائيلي، وليس فقط بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية في الدولة، وإنما بين الطوائف المتعددة المكونة للشعب اليهودي في إسرائيل، منوها إلى أن كل اليهود الإسرائيليين منتمون إلى واحدة من الفئات الأربع: الحريديم، وتترجم أحيانا باليهود الأرثوذوكس، والمتدينون، والمحافظون، والعلمانيون.

وأشار المركز إلى أن هذه الانقسامات تظهر في مواقف متناقضة فيما يتعلق بالعديد من السياسات العامة التي تشمل مسائل الزواج وتغيير الدين والتجنيد العسكري والفصل بين الرجال والنساء والمواصلات العامة.

وعبرت نسبة ساحقة من اليهود الحريديم والمتدينين عن رأيهم بأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنشر المعتقدات والقيم الدينية في حين أيد اليهود العلمانيون بشدة فصل الدين عن سياسات الحكومة.

مناقشة