وتعد التجربة آخر المحطات الرئيسية على الطريق قبل أن تنقل الشركة رواد إدارة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) إلى الفضاء انطلاقا من أراضي الولايات المتحدة.
وبسبب سرعة الرياح وارتفاع أمواج البحر في المنطقة التي كان من المقرر هبوط الكبسولة فيها أمس السبت، تأجل الاختبار ليوم الأحد خلال نطاق زمني مدته ست ساعات بدءا من الثامنة صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وإذا سارت التجربة على ما يرام فإن كبسولة الفضاء كرو دراغون التي يمكن أن تسع لسبعة رواد فضاء ستطلق قوة دفع بما يتيح لها الانفصال عن الصاروخ (فالكون 9) بعد أقل من دقيقتين من الانطلاق، وهو ما يحاكي حالة توقف طارئة لأنظمتها، وذلك في اختبار يهدف لإثبات إمكانية عودتها سالمة بمن عليها إلى الأرض.
وهذا الاختبار حاسم فيما يتعلق بإمكانية نقل بشر إلى محطة الفضاء الدولية في إنجاز تتوقع ناسا إتمامه قريبا ربما في منتصف العام الحالي. ويأتي ذلك بعد تأجيلات وجهود تطوير على مدى سنوات بينما تسعى الولايات المتحدة لإحياء برنامج رحلات الفضاء المأهولة من خلال شراكات خاصة.
ومنحت ناسا عقودا بقيمة 4.2 مليار دولار لشركة بوينج و2.5 مليار دولار لسبيس إكس عام 2014 لتطوير أنظمة كبسولات منفصلة قادرة على نقل رواد إلى محطة الفضاء الدولية انطلاقا من الأراضي الأمريكية، وذلك للمرة الأولى منذ توقف برنامج ناسا للرحلات المكوكية عام 2011.
ومن المقرر أن تتوقف محركات دفع الصاروخ (فالكون 9) على ارتفاع نحو 19 كيلومترا فوق المحيط، على نحو يحاكي توقفا مفاجئا للأنظمة تنطلق معه قوة دفع للكبسولة دراجون كرو بسرعة تتجاوز سرعة الصوت إذ تصل إلى 2400 كيلومتر في الساعة حتى تنفصل عنه.
وستخرج عن الكبسولة ثلاث مظلات لإبطاء نزولها إلى الماء، حاملة دميتين على شكل بشر بهما أجهزة لاستشعار الحركة بهدف جمع بيانات قيّمة تتعلق بتأثير التسارع على الجسم عند توقف محركات الدفع.
وكان من المقرر إجراء تجربة توقف الأنظمة أثناء التحليق في منتصف عام 2019 لكنها تأجلت تسعة أشهر بعد انفجار إحدى كبسولات دراغون كرو على منصة اختبار في أبريل/ نيسان قبيل إطلاق دفاعاتها، وأعقب ذلك بدء تحقيق مطول.