وتضاربت الروايات حول سر القبلة الأولى لفاتن حمامة، التي كان من المعروف عنها أنها ترفض فكرة تقبيلها على الشاشة الفضية، حتى قررت كسر ذلك الحظر خلال تصويرها فيلم "صراع في الوادي" للمخرج يوسف شاهين.
وأهدت فاتن حمامة قبلتها الأولى إلى زوجها فيما بعد، الفنان المصري العالمي، عمر الشريف، وذلك ضمن مشاهد الفيلم، الذي من إنتاج عام 1954، ومن إخراج يوسف شاهين.
وعند تصوير هذه القبلة كانت أحداث الفيلم تتطلب أن يغمى على عمر الشريف، وبعد الانتهاء من تصوير هذا المشهد اكتشفوا أنه أغمى عليه بالفعل، ولم يجد عمر تفسيرا لهذه الإغماءة، بحسب صحيفة "الجمهورية" المصرية.
واستغل بعض الوشاة وقتها هذه القبلة، وزعموا أن فاتن حمامة وعمر الشريف، الذي كان مازال في بداياته الفنية، أنهما مرتبطين، خاصة وأن فاتن انفصلت مؤخرا عن زوجها الأول، المخرج عز الدين ذو الفقار، ولكنها لم تكن سوى شائعات، ولم يكن في حياتها إلا ابنتها الوحيدة نادية، من زواجها الأول.
ولم تعر فاتن حمامة هذه الشائعات أي أهمية، ولكنها ظنت أن عمر الشريف هو مصدرها كمحاولة سريعة لنيل الشهرة، فاتصلت به وأخبرته وهي غاضبة أن يكون هو من أطلق هذه الشائعات، فاعتذر منها بأنه يجهل مصدرها مثلها تماما، ودعاها لشرب الشاي معه واستجابت فاتن لدعوته.
قبلة تسببت في تغيير حياتهما
وفي رواية أخرى، فقد سبق قبلة فاتن حمامة الأولى، إفصاح عمر الشريف عن حبه لها، وذلك أثناء زواجها من المخرج عز الدين ذو الفقار.
وقال عمر الشريف صراحة: "مدام فاتن.. أنا بحبك.. هل تقبلين بقلبي؟ هل تحبينني؟".
وفي مشهد القبلة الذي كان يجمع بينهما، فوجئ مخرج فيلم "صراع في الوادي"، يوسف شاهين، باحتضان فاتن لعمر الشريف إلى جانب تقبيله، لتقرر أنه منذ تلك اللحظة أنه حان وقت طلاقها من عز الدين ذو الفقار، وأن تتفرغ لحبها الجديد.
وعانت فاتن حمامة، بسبب إعلان خبر زواجها من عمر الشريف، والذي كان يقال أنه يهودي الديانة، رغم أنه مسيحي كاثوليكي، وأقيمت حملة صحفية وشعبية قوية ضدهما، كانت تطالب بطرد الشريف من مصر، فقام المنتج رمسيس نجيب أحد المخلصين لفاتن ونجاحها الفني، بالاتصال على الفور بصديقها المقرب، الصحفي سلامة موسى، رئيس تحرير صحيفة "الأخبار"، وطلب منه أن يحاول إقناعها بالرجوع عن ذلك القرار حتى لا تخسر حب وإعجاب الجماهير، وبالفعل توجهت فاتن إلى موسى واستمعت جيدا لنصائحه، لكنها صارحته بأن عمر الشريف مظلوم، وأنها مجني عليها، ولا تستطيع في الوقت ذاته إصدار بيانات للرد على تلك الاتهامات الظالمة.
دموع فاتن حمامة
واقتنع سلامة موسى بدفاع فاتن، واصطحبها إلى مكتب الصحفي علي أمين، وتحدثت النجمة الأولى مرة أخرى عن حبها، ولكنها لم تمنع دموعها من السقوط تلك المرة وهي تتحدث قائلة: "أنا لا أريد من الدنيا.. كل الدنيا.. غيره.. فهل هذا كثير علي؟!"، وبعدها كتب أمين مقالا نفدت بعده "أخبار اليوم" من الأسواق بشكل مذهل وسريع كان عنوانه "دموع فاتن حمامة"، وكانت آخر جملة به: "من حق فاتن أن تتزوج من الرجل الذي أحبته.. وواجب جمهورها أن يجفف دموعها.. ويساعدها على اجتياز المحنة.. لأنها تحب جمهورها بنفس القدر الذي يحبها به".
ثم أعلن "ميشيل شلهوب" الشهيرة بعمر الشريف عن اعتناقه الإسلام، وعن اسمه الجديد الذي اختارته له فاتن حمامة.. "عمر الشريف"، وكان الاسم مقصودا للدلالة على أن صاحبه مسلم حتى النخاع، وتعاطف معها الجمهور وكسبت هي الجولة، التي انتهت بزواجهما عام 1955 بزيارة سريعة من المأذون إلى شقتهما، واستمر زواجهما أكثر من 19 عاما أثمر عن ابنهما الوحيد طارق، ودائما ما صرح عمر الشريف عن فاتن حمامة أنها ستظل "حب حياته".
وقدمت فاتن حمامة مع عمر الشريف أجمل قصص الحب في السينما المصرية، وهي "نهر الحب"، و"أيامنا الحلوة"، و"سيدة القصر"، و"صراع في الميناء"، و"صراع في الوادي"، كما قام بدور عمها في فيلم "لا أنام".
ورحلت فاتن حمامة في 17 يناير/ كانو الثاني 2015، بعد صراع مع المرض.