قال عبد الناصر معلم، المحلل السياسي الصومالي لـ"سبوتنيك"، إن دعوة الصومال لتركيا للتنقيب على النفط في البلاد، تختص بالمناطق البحرية محل النزاع بين الصومال وكينيا، وذلك لتثبيت السيادة الصومالية على تلك المناطق البحرية، وليس للتنقيب في المناطق البرية.
وأضاف معلم أن السبب الآخر لدعوة تركيا كما قلنا هو النزاع البحري الصومالي مع كينيا، لأن تلك المنطقة هى التي تم اكتشاف النفط البحري فيها، وتم النص عليها في الاتفاق الموقع مع تركيا، وتعد تلك المنطقة هى أول منطقة بحرية صومالية يتم التنقيب فيها عن النفط داخل المياه الإقليمية للصومال، وتم التأكيد على أن تلك المنطقة المتنازع عليها مع كينيا تحوي احتياطيات نفطية كبيرة.
وقال عبد الرحمن إبراهيم عبدي، الباحث في مركز مقديشيو للدراسات، لـ"سبوتنيك": "ترتبط الصومال بعلاقات قوية مع تركيا منذ الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس أردوغان إلى مقديشو عام 2011 عندما كان رئيسا للوزراء".
وأضاف عبدي:
تمثّلت زيارة أردوغان التي جاءت في خضم أزمة المجاعة نقطة تحول في العلاقة بين البلدين، ولاقت ترحيبا لدى قطاع من الشعب الصومالي الذي اعتبر أردوغان قائد بلد إسلامي انتفض لنصرة بلدهم الغارق في أوحال الحروب والأزمات الإنسانية.
وتابع الباحث السياسي، بعد مرور 9 أعوام على الزيارة، باتت تركيا لاعبا رئيسا في المشهد الصومالي، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 100 مليون دولار في العام 2017 بينما كان 72 مليون دولار في 2015.
وكانت تركيا وقعت مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، على مذكرتين تنص أولاهما على تحديد مناطق النفوذ البحري بين الطرفين، فيما تقضي الثانية بتعزيز التعاون الأمني بينهما.
وأكد وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز، في وقت سابق، أن بلاده ستبدأ عبر مؤسساتها "المرخص لها" في استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي في مناطق النفوذ التي يشملها الاتفاق التركي-الليبي شرق المتوسط.
ومنذ المجاعة التي وقعت في الصومال عام 2011، صارت تركيا مصدرا رئيسيا للمساعدات في وقت تسعى فيه أنقرة لزيادة نفوذها بالقرن الأفريقي في إطار منافسة مع السعودية والإمارات.