غير مسموح بالحديث عما شاهدوه... خوف في القواعد العسكرية الأمريكية بعد إطلاق سعودي النار

نظرا لاستمرار التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي، "غير مسموح لديفيد لينك ضابط الأمن في البحرية الأمريكية الحديث عما شاهده عندما قتل مسلح سعودي ثلاثة بحارة أمريكان في هذه القاعدة البحرية الشاسعة في فلوريدا الشهر الماضي".
Sputnik

أول زيارة سعودية رسمية لقاعدة فلوريدا بعد واقعة إطلاق النار
غير أن الضابط لينك، الذي كان من أوائل من وصلوا إلى موقع الحادث، يوضح أنه "يقدر مدى السوء الذي كان من الممكن أن تصل إليه الأمور بالنسبة له في السادس من ديسمبر/ كانون الأول في قاعدة بنساكولا البحرية الجوية" بحسب ما جاء في تقرير لوكالة "رويترز".

وقال لينك: "حين عدت إلى البيت، أحسست على الفور بالارتياح. كان علي أن أرى زوجتي وابنتي لكي أدرك أنني نجوت من ذلك الوضع، وأنني على قيد الحياة".

التقى لينك وآخرون من أفراد القاعدة بوزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم الأربعاء خلال زيارة سلطت الضوء على جهود البنتاغون لإعادة الإحساس بالأمن في القواعد العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء البلاد.

وتستضيف منشآت هذه القاعدة نحو 5000 من الطلبة العسكريين من 150 دولة بمن فيهم أكثر من 800 من السعودية.

والمهمة شاقة في بنساكولا. فقد سقط البحارة الأمريكان الثلاثة قتلى في هجوم سقط فيه ثمانية مصابين أيضا قبل إطلاق النار على المسلح السعودي الملازم ثاني بسلاح الجو محمد سعيد الشمراني وإردائه قتيلا.

انتشر التوتر بين العائلات المقيمة في القاعدة عقب حادث إطلاق النار. ثم أعلن وزير العدل الأمريكي وليام بار هذا الشهر أن الهجوم كان عملا إرهابيا وقرار إعادة 21 طالبا عسكريا سعوديا يتدربون في الولايات المتحدة إلى بلادهم بعد أن كشف تحقيق عن وجود مواد إباحية لأطفال أو حسابات تتضمن محتوى ينطوي على تطرف إسلامي أو معاديا للولايات المتحدة.

وكان 12 من السعوديين يتدربون في قاعدة بنساكولا.

سلم الكابتن تيم كينسيلا الضابط بالبحرية وقائد القاعدة بالمخاوف بين الأسر التي تعيش في القاعدة وقال إن فريقه عقد حوالي 25 لقاء جماعيا في الأسابيع الستة الماضية لتهدئة الهواجس.

وقال "ثمة خوف طبيعي. ودائما ما تثور الأسئلة: ماذا نفعل لكي نجعل القاعدة أكثر أمانا".

ومع ذلك هون كينسيلا من المطالبات بإعادة السعوديين إلى بلادهم بما في ذلك التماس على الإنترنت لنقل كل الطلبة المتدربين الوافدين من بلاد أخرى غير أعضاء في حلف شمال الأطلسي إلى الخارج ووصفوهم بأنهم "ناشزون".

وقال إسبر للصحفيين المسافرين معه إن لا يجري النظر حاليا في إعادة السعوديين إلى بلادهم لمواصلة تدريبهم. وأشار إلى تغييرات حديثة في وزارة الدفاع تهدف إلى تحسين إجراءات التدقيق في الطلبة العسكريين الأجانب.

وسُئل إسبر عن كيفية تعامله مع التوترات بين أسر العسكريين والطلبة السعوديين الباقين في قاعدة بنساكولا وعددهم 140 فقال إن قادة القاعدة يتولون هذا الأمر "بهمة ونشاط".

وأضاف "تحدثنا عن ربما زيادة الدوريات المتجولة والدوريات الثابتة".

وزاد الهجوم الذي وقع في السادس من ديسمبر/ كانون الأول من تعقيد العلاقات الأمريكية السعودية في وقت يشهد توترات شديدة بين الولايات المتحدة وإيران خصم المملكة في المنطقة.

كما ألقى ضوءا سلبيا على برامج التبادل العسكري الدولية التي يعتقد الجيش الأمريكي أنها تساعد في صياغة شراكات طويلة الأجل.

وأشاد رون ديسانتس حاكم فلوريدا الجمهوري بتلك العلاقات وبجهود إسبر لتعزيز الأمن.

وقال كينسيلا إنه يعتقد أن مجتمع بنساكولا الأشمل لا يزال يؤيد وجود المتدربين العسكريين من الخارج.

وروى كيف قدم أحد المقيمين في بنساكولا فطيرة تفاح لمجموعة من الضباط العسكريين السعوديين المهمومين بنظرة المجتمع لهم بعد حادث إطلاق النار الذي ارتكبه مواطنهم.

وقال كينسيلا "الناس هنا يدركون أنهم (الطلبة الأجانب) ضحايا لذلك أيضا".

مناقشة