وبعد الحروب التي لحقت في بعض الدول في الآونة الأخيرة، وماخلفته من كوارث اقتصادية أدت لانحدار المخطط البياني في عملات هذه البلدان إلى أدنى المستويات، وخصوصاً سوريا واليمن والعراق ولبنان، برزت الصين كمساعد أول من خلال فتح طريق التجارة متحدية في ذلك كل العقوبات التي فرضتها أمريكا.
فهي قدمت المساعدات الإنسانية لسوريا والعراق من خلال إرسال المواد الغذائية اللازمة لسد حاجات الشعب، وأيضاً عمقت سبل التبادل التجاري مع العرب.
وارتفعت تدريجياً معدلات التجارة بين الصين والدول العربية خلال العقد الماضي، لتصل إلى 1190 مليار دولار في العام2012، حيث تتّجه فيه الصين إلى تكريس نفسها كدولة قطبيّة عظمى.
وأضاف الدكتور سنان "قبل إعادة تعمير بعض الحرف والصناعات ولفترات طويلة كان الإستيراد ضرورة حتمية، ولكن لفترة قريبة أصبحت الأفضلية للصناعات المحلية، كالأحذية و البلاستيك والألبسة، و حسب رأيي فإن العوارض الأكبر لمرض كورونا والذي يصيب جهاز التنفس اصبحت أغلبها نفسية، وبذلك ستنعكس على ثقة الدول ومستهلكيها بالبضائع الصينية".
وأشار إلى أن هذا غير صحيح لأن الخطر لا يأتي إلا من تنقل البشر المصابين بين بعضهم، رغم تحليل سبب المرض أنه بدأ من الحيوانات".
ونوه إلى بعض الأقاويل التي تقول بأن منشأ الفيروس أمريكي بسبب الحرب الإقتصادية الإمريكية الصينية والتي بدات بزيادة الرسوم والتهديد بالعقوبات".
وقد أُقيمت منذ مدة قصيرة الدورة الثالثة لقمة الأعمال الصينية العربية في مدينة يينشوان الصينية، بهدف تعزيز العلاقات التجارية بين الدول العربية والصين، وذلك بسبب زيادة حجم عقود المقاولات الصينية في الدول العربية بنسبة تسعة في المئة، لتصل إلى 35.6 مليار دولار، هذا بخلاف الاستثمارات الصينية المباشرة في الدول العربية، والتي تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار.
وبالتالي عززت الصين وجودها الاقتصادي في العالم العربي بشكل كبير.
وأكد ذلك الدكتور سنان بقوله "قدرت التجارة البينية بين العرب والصين بـ 224.3 مليار دولار عام 2018، ومن المؤكد أن أخذ موضوع المرض والتهويل له بهذا الحجم هو سلاح لمواجهة الصين"، مشدداً على إن "الرد يجب أن يكون من خلال نفس الشيئ".
حتى العراق كان له النصيب الأكبر من الشراكة الصينية، حيث سعت بكين إلى زيادة التقارب مع بغداد من خلال الدخول في شراكات تجارية ضخمة معها، فالعراق يمثل سوقًا ضخمة للبضائع والصناعات الصينية.
ليس فقط ذلك، بل وفي نفس السياق، تقوم الصين بتقديم الدعم للعراق في العديد من المجالات، ومنها التعليم، حيث تعهدت الصين بتقديم دورات تدريبية للمعلمين، وإرسال المساعدات الكبيرة في محاولة للضغط على واشنطن لرفع التصعيد على بغداد.
وبعد العراق وسوريا يأتي اليمن ولبنان والعديد من الدول العربية التي كانت بمثابة السوق الأكبر الذي وسعت الصين بواسطته تجارتها من خلال طرح منتجاتها، وحافظت من خلاله على قوامها الإقتصادي كقوى مالية عظمة واجهت الحصار الأمريكي.
حتى أنه ومن خلال الإطلاع على معدل طلبات موقع علي بابا الصيني، للتسوق عبر الإنترنت، نجد أنه منذ الإعلان عن الحالة الأولى فقد انخفض الطلب لأكثر من 80%، وهي نسبة كبيرة جداً ومع قادم الأيام ستكون هناك كارثة اقتصادية للصين إذا اعتبرنا موقع علي بابا مجرد مثال ليس أكثر.
ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أنه من الخطأ أن يحدث هكذا، أولاً إن هذا الفيروس هو فيروس تاجي لاينتقل عبر الملابس أو القطع الإلكترونية، ويموت أثناء الطهي بدرجات حرارة مرتفعة، مثل كل الفيروسات التي من نفس مواصفاته، وهذا ما أكده عبر مواقع التواصل الدكتور فهد الحضيري، المتخصص في الخلايا السرطانية، وأوضح أن تعميم فكرة انتقال الفيروس من خلال البضائع القادمة من الصين "وسوسة ومعلوماتها خاطئة".
كما يجب أن يكون هناك حملة توعية على درجة عالية من الحرفية، حيث أفادت رويترز في هذا الصدد أن "مقياس الخوف" لدى المستثمرين الأوروبيين، وصل لأعلى مستوياته منذ الثالث من ديسمبر كانون الأول، مما أدى إلى تراجع الأسهم الأوروبية 2% اليوم الاثنين وهو معدل كبير نسبيا.
ويعتبر للعامل النفسي دور كبير إما بإنخفاض الإقتصاد الصيني أو إثبات أن الناس على خطأ من خلال التركيز على طرق ردع الخوف لديهم، وبالتالي المحافظة على أكبر شريك للعرب اقتصادياً.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)