وتحدث العميد الركن عيسى شحادة، الذي قاد حامية معسكر وادي الضيف خلال حصاره من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، لوكالة "سبوتنيك"، موضحاً أن منطقة الزعلانة كانت بمثابة خط دفاعي رئيسي عن المعسكر "ففي عام 2012 تمكنت الجماعات الإرهابية المسلحة من السيطرة على مدينة معرة النعمان وقطع طريق دمشق- حلب، وقامت بفرض حصار على معسكر وادي الضيف الذي كان آنذاك أكبر معسكرات الجيش السوري في محافظة إدلب، وتخلل الحصار الذي استمر أكثر من ستة أشهر عشرات الهجمات المسلحة، التي تحطمت على تخوم المعسكر نتيجة استبسال حامية المعسكر المكونة من 90 جنديا في الدفاع عنه من خلال التحصينات والتوزيعات النارية والتكتيكية والكمائن المتقدمة وزرع حقول الألغام التي أوقعت مئات القتلى في صفوف المسلحين.
وأضاف قائد معسكر وادي الضيف "كنت مكلفا آنذاك بالدفاع عن المعسكر مع 90 جنديا، وكنا قد أنهينا استعداداتنا النارية لصد هجوم جديد مرتقب، من خلال عمليات التفخيخ وزرع حقول الألغام واتباع مبدأ "كل طلقة بهدف"، وهو ما أدخل ألوية الإرهابيين المهاجمة في منطقة الزعلانة بجحيم من مفاجئاتنا النارية، وقد سقط منهم العشرات في هذا الهجوم، وبعد انحسار غبار المعركة وانسحاب قطعان الجماعات الإرهابية، قمنا بنقل جثث الإرهابيين وإخفائها في "مغارة الزعلانة" حيث لا تزال هذه الجثث في المغارة المذكورة حتى يومنا هذا".
وتابع العميد شحادة بالقول" إن عدة مغارات في محيط وادي الضيف لا تزال مقابر جمعت فيها جثث مئات الإرهابيين الذين سقطوا على تخوم معسكر وادي الضيف ولم يحققوا حلمهم في دخول المعسكر والسيطرة عليه".
وقاد العميد ركن عيسى شحادة عملية استعادة وادي الضيف في تموز عام 2011 عبر إنزال جوي لقوة خاصة شاركه فيها 90 جنديا من الجيش العربي السوري.
ويكتسب معسكر وادي الضيف أهمية إستراتيجية كبيرة تنبع من وقوعه بمحاذاة الطريق الدولي "دمشق- حلب" إلى الشرق من معرة النعمان ثاني أكبر مدينة بمحافظة إدلب، ويضم المعسكر خزانات وقود إستراتيجية للجيش السوري.
وكان الجيش السوري استأنف يوم السبت عمليته العسكرية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتمكن من تحرير بلدة تلمنس ومعرشمشة الإستراتيجيتين الواقعتين على التخوم الشرقية لمدينة معرة النعمان.
ويواجه الجيش السوري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي جماعات إرهابية مسلحة على رأسها هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" وتنظيم أجناد القوقاز" كما وصل إلى المنطقة مؤخرا لمؤازرة المسلحين، المئات من المقاتلين الصينيين من "الحزب الإسلامي التركستاني" ومن فصائل أنصار التوحيد المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي.
وكانت منطقة الزعلانة شهدت عامي 2013 و2014 معارك طاحنة خلال الحصار الذي فرضه أكثر من 25 (لواء) من الجماعات الإرهابية المسلحة على معسكر وادي الضيف، حيث تمكن تسعون جنديا سوريا من تحطيم عشرات الهجمات العنيفة على خطوط دفاع المعسكر الإستراتيجي.