قال اللواء أحمد الشريفي، الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي لـ"سبوتنيك"، إن الواقع الحالي يقول أن هناك انقساما سياسيا داخل العراق، وهذا بدوره أدى إلى انقسام اجتماعي، وقد نعالج ذلك بإيجاد حلول سياسية من داخل الدستور وليس من خارجه.
وأضاف الشريفي، احتمالية تقسيم العراق واردة في حال ظلت الأوضاع كما هي، كما أن احتمالية عدم التقسيم متاحة أيضا وهي خيار سياسي يمكن أن نلجأ إليه بدعوة رئيس الجمهورية إلى تشكيل حكومة إنقاذ أو طوارىء تتبنى خيارات التقسيم الإداري الذي لا يعني تقسيم البلاد، لأن الفيدرالية هي تقسيم إداري ضمن حكومة فيدرالية.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الوحدات الإدارية الغرض منها تنظيم سلوك الأفراد في وحدات محددة حتى يتم تحسين الخدمات والمرافق وتحسين التعامل مع الأفراد، حيث أن كل مناطق لها هويات لا يمكن نزعها عنها وفي نفس الوقت لا يمكن وصفها بالطائفية، علينا أن نجد حلولا لكيفية توزيع الثروات وإدارة البلاد.
من جانبه قال الدكتور قحطان الخفاجي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين العراقية لـ"سبوتنيك"، تقسيم المنطقة بشكل عام والعراق بشكل خاص، هو أحد مشاريع الشرق الأوسط الكبير التي بدأت منذ الخمسينيات، وبالتالي فكرة تقسيم العراق واردة، لكن الظروف الإقليمية هي التي تحول دون ذلك، على اعتبار أن التقسيم قد يسبب حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لأطراف بعينها وبشكل خاص تركيا.
وتابع الخفاجي، أوروبا تخشى أن تتمزق تركيا بتقسيم المنطقة الشمالية بالعراق إلى دولة كردية وبالتالي تتمزق المنطقة برمتها، وأعتقد أن ورقة التلويح بالتقسيم ستظل قائمة ولكن دون أن نصل إلى حالة التقسيم، وأن التلويح بالتقسيم يعد جزءا من آليات العمل التي تقوم بها بعض الدول في العراق، لكسب بعض الآراء التي ترى مصالحها في التقسيم.
وحول المشهد السياسي العراقي القادم قال القحطاني، أتوقع أن تبقى حالة عدم الاستقرار هي سيدة الموقف، نظرا لأن كل الأطراف المعنية بالشأن العراقي ترغب في أن تظل حالة اللاستقرار النسبي حتى تبقى على الهامش الكبير لتواجدها، وفي مقدمة تلك القوى إيران والتي ترى أن الاستقرار قد يكون في صالح أمريكا وبالتالي تسعى لتأجيج الأوضاع، كما أن أمريكا أيضا لا ترغب في الاستقرار بالعراق وإن كانت تعلن أنها تريد ذلك، والدليل على ذلك استقطابها لبعض القوى الطائفية، حيث تشير المعلومات إلى سعي أمريكي لتسليح المنطقة الغربية لتكون في مواجهة الحشد الشعبي، في ظل إرادة عراقية غائبة عن الوجود.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن يظل العراق على حالة عدم الاستقرار لمدة ليست بالقصيرة، وتدعم الولايات المتحدة الحراك في الشارع بشكل غير مباشر، وقد يقود التغيير في القريب ولكنه لن يستطيع تحجيم القوى المؤيدة للجانب الإيراني.
واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.
ويرفض المتظاهرون العراقيون، التخلي عن ساحات الاحتجاج التي نصبوا فيها سرادقات عديدة للمبيت على مدار 24 ساعة، يوميا، لحين تلبية المطالب كاملة، بمحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وسراق المال العام، وتعيين رئيس حكومة جديد من خارج الأحزاب، والعملية السياسية برمتها.
وعلى الرغم من استطاعة المتظاهرين في العراق، إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، إلا أنهم يصرون على حل البرلمان، وتعديل الدستور، بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.