قبل شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (أي منذ 4 أشهر) كان دخول أي جندي سوري إلى مناطق شرق الفرات يواجه بقصف فوري من قبل طيران الاحتلال الأمريكي والتحالف الدولي الذي رسم خطوطا غير شرعية تقسم شرق نهر الفرات عن غربه، وساهمت ظروف الحرب التي خاضها الجيش العربي السوري على جبهات حلب وحمص ودير الزور وريف دمشق ودرعا وشدة المعارك بفرض أولويات استغلتها واشنطن والوحدات الكردية برسم هذا الخط غير الشرعي.
ولكن عندما أطلقت تركيا عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا لضرب الوحدات الكردية شرق الفرات، سارعت الولايات المتحدة إلى الانسحاب من عدد من قواعدها في الرقة وحلب والحسكة، فاسحة المجال للأتراك لاجتياح الشمال، وهنا قررت دمشق وموسكو دخول شرق الفرات للدفاع عن البلاد، ودخل الجيش السوري مع وحدات روسية وانتشر على الحدود وتمكن من إيقاف العملية العسكرية التركية بعد أن سيطرت على تل أبيض ورأس العين، ونشرت روسيا عدد من القواعد في شرق الفرات أهمها في مطار القامشلي في محافظة الحسكة (مؤخرا استقدمت روسيا منظومات دفاعية قوية إلى القاعدة)، بينما قررت الولايات المتحدة البقاء في المناطق الشرقية من شرق الفرات عند منابع النفط، وتسيير دوريات في مناطق سيطرة فصائل "قسد"، وهنا بدأ صراع جديد بين المحاور في شرق الفرات، قوامه المحور السوري الروسي من جهة والمحور الأمريكي الأطلسي الذي يدعم "قسد".