وسيتم تنفيذ الأعمال من قبل البعثة الأثرية والأنثروبيولوجية الروسية التابعة لمعهد البحوث العلمية ومتحف الأنثروبيولوجيا في جامعة موسكو الحكومية التي تحمل اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف، والتي تعمل في الموقع منذ عام 2017.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة دراهيب تقع في محافظة البحر الأحمر بجمهورية السودان في قلب الصحراء النوبية عند منابع وادي العلاقي الذي يصب في نهر النيل ويمتد لمسافة 300 كم شمال غربي مصر.
يذكر أنه في عام 1961 - 1963، عملت البعثة النوبية لأكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي في وادي العلاقي تحت قيادة عالم الأثار الروسي المشهور بوريس بيوتروفسكي. وقام العلماء حينها بدارسة المواقع الأثرية ونقوش قاع النهر الجاف على عمق 100 كيلومتر.
وتشير الدراسات التي أجراها العلماء الروس إلى أن دراهيب هو أقدم موقع أثري في السودان، حيث يرتبط بالفترة الإسلامية من تاريخ البلاد، وكان مكانا للعلاقات الاقتصادية والثقافية النشطة بين مصر والسودان في العصور الوسطى. وغالبا ما يتم ذكر الموقع الثري في المصادر العربية في العصور الوسطى تحت اسم مدينة العلاقي، حين كان مركزا لإنتاج الذهب. وكانت تمر عبر الموقع الطرق التجارية التي تربط ميناء البحر الأحمر عيذاب و بين مدينة أسوان، وأيضا طريق الحجاج المتجهين إلى الحج.
الاكتشافات الأثرية توضح أن إنتاج الذهب في دراهيب قد بدأ من قديم الأزل، وربما في الفترة الفرعونية، وبالتالي فإن هذا الموقع الأثري مهم للغاية لدراسة تاريخ السودان إبان العصور الوسطى والقديمة، كما ينعقد عليه طموحات كبيرة تجعل من المهم مواصلة العمل الأثري به.
وبناء على ذلك، فإن الأبحاث في دراهيب تقع في مركز اهتمام المؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف التابعة لوزارة الثقافة السودانية وسفارة جمهورية السودان في روسيا وسفارة روسيا في السودان. كما أعرب ممثل اليونسكو في السودان عن اهتمامه بإدراج هذا الموقع الأثري في قائمة التراث الثقافي لليونسكو.
في موسم 2020، يخطط الباحثون الروس لإجراء مسح طوبوغرافي للموقع الأثري، والذي سيتيح صنع نموذج ثلاثي الأبعاد لدراهيب؛ ومواصلة دراسة ما يسمى بالمبنى 3، والذي، وفقا لاستنتاجات أولية، كان مسجدا مدينة العلاقي. كما سيبدأ في الوقت نفسه، العمل الخاص بالحفاظ على الموقع الأثري.