قال عبد الله العساف، المحلل السياسي السعودي لـ"سبوتنيك"، إنه يعتقد أن "العمليات التي تحدث عنها ناطق مليشيات الحوثي فيما يتعلق بقصف منشآت لشركة أرامكو في جيزان لا وجود لها إلا خيالهم وأحلامهم".
وأضاف العساف "السعودية تعلن بشكل مباشر عن أي حدث تتعرض له منشآتها الاقتصادية أو الحيوية، لذا فإن الحديث عن تلك العمليات يهدف إلى كسب الأتباع وإرسال رسائل نفسية إلى أتباعهم، أنهم ما زالوا قادرين على الرد على السعودية والتحالف العربي، بعد الحملات الجوية المركزة جدا خلال الأسبوع الماضي من جانب التحالف على أهداف نوعية للحوثيين".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "العاصمة صنعاء ومحور نهم قد شهد الكثير من التحركات على الأرض والتي أقلقت الحوثيين وغيرت مسار العمليات بشكل ايجابي لصالح التحالف والشرعية، وهو اليوم يستخدم نفس الدعاية القديمة التي استخدمها وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز"اكذب حتى تصدق نفسك و يصدقك الآخرون" حسب قوله.
من جانبه، قال اللواء عبد الله الجفري، الخبير العسكري اليمني لـ"سبوتنيك"، إن هناك عمليات تعتيم وتضليل إعلامي من قبل التحالف لمنع وصول الحقائق إلى الناس، وكل العمليات التي تقوم بها قوات صنعاء واللجان الشعبية يتم توثيقها، وقد تخطى عدد العمليات خلال الأيام الأخيرة 21 عملية داخل العمق السعودي نفذتها و41 عملية نفذها سلاح الجو المسير وفق ما أعلنه المتحدث العسكري.
وأضاف الخبير العسكري، عندما نتحدث عن عملية عسكرية داخل العمق الاستراتيجي السعودي، نحن مسؤولين عن الحديث، كل العمليات التي تمت داخل السعودية تم توثيقها ونشرها بالصوت والصورة، مؤكدا أن من بين الأهداف التي تم تنفيذها هو ضرب شركة ارامكو في نجران وعدد من المطارات في نجران وجازان وعسير وخميس مشيط وأبها، وقد تم تحييد تلك المطارات لمنع الطائرة من استخدامها في ضرب الأراضي اليمنية.
وعن سبب استهداف أرامكوا مجددا، وفق ما أعلنته "أنصار الله"، قال الخبير العسكري "لا يخفى على أحد أن شركة أرامكو هى اليوم أحد ركائز الاقتصاد السعودي، وقد تحول البترول من خلالها من نعمة إلى نقمة، حيث يتم شراء الأسلحة الحديثة والمتطورة بأموال النفط اليمني، وبالتالي هذا المرفأ هو هدف لأنه يقوم بدفع الأموال لشراء الأسلحة المحرمة".
أعلنت جماعة الحوثي استهداف شركة أرامكو في جازان وأهداف حساسة بالعمق السعودي، وقالت إنها سيطرت على مناطق في مأرب والجوف ونهم، ردا على ما وصفته بالعدوان، بينما أعلن مسؤولين سعوديين إحباط هجمات على أرامكو.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنه "ردا على التصعيد الجوي للعدوان نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عمليات نوعية استهدفت شركة أرامكو في جازان ومطارات أبها وجازان، وقاعدة خميس مشيط، وأهدافا حساسة في العمق السعودي، بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة".
وكانت هجمات استهدفت مصنعي نفط تابعين لشركة ارامكو في بقيق وخريص في سبتمبر/أيلول الماضي، قد عطلت نصف الإنتاج النفطي السعودي، وهو ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية اليومية، مما دفع أسعار الخام إلى الصعود في الأسواق الدولية.
وعقب ذلك، أعلنت الرياض يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2019 أنها استعادت كامل طاقتها الإنتاجية (تفوق 10 ملايين برميل يوميا) بعد إصلاح الأضرار الناتجة عن الهجمات.