وتتحدث وكالة "سبوتنيك" في هذه المقالة عن مشاريع الغواصات من الجيل الأول.
الغواصات من المشروع 627
بدأ تاريخ الغواصات النووية السوفيتية بالمشروع 627. بدأ تصميم الغواصة كحامل استراتيجي للأسلحة النووية، وفي هذه الحالة طوربيد ضخم برأس حربي نووي حراري. وأثناء عملية التصميم، تبين عدم جدوى مثل هذا الخيار.
بالإضافة إلى المشكلات الفنية، اتضح أن مثل هذا الطوربيد، لا يمكن أن يضرب الكثير من الأهداف، ويضرب فقط تلك التي ليس لها أهمية استراتيجية كبيرة. زودت الغواصة من مشروع 627 بطوربيد كلاسيكي.
كان إنشاء هذه الغواصة طفرة حقيقية في الصناعة السوفيتية. فالغواصة النووية هي جوهر تحقيق مجموعة واسعة من الصناعات. تم صنع غواصة واحدة من المشروع 627- كي-3 "لينينسكي كومسومول".
والميزة الخاصة للمشروع 627 - تم تنفيذ التصميم دون مشاركة الجيش ودون التنسيق معه. في النسخة "التسلسلية" للغواصة، من المشروع 627أ، تم أخذ تعليقات واقتراحات البحارة في الاعتبار، لكن بالطبع، كانت التغييرات الكبيرة في المشروع مستحيلة.
كان العيب الرئيسي للجيل الأول لغواصات الطوربيدات السوفيتية هو ضعف معدات السونار. لقد مكنت خواصها القتالية من التعامل بنجاح مع قوات العدو على السطح والأسطول التجاري، لكن مهام القتال ضد غواصات العدو الجديدة كانت صعبة للغاية بالنسبة لها، وأحيانًا لا يمكن تنفيذها. تم بناء 12 غواصة نووية من المشروع 627أ.
الغواصات مشروع 645
تستخدم غواصة المشروع 645 (بنيت غواصة واحدة) محطة للطاقة النووية من نوع مختلف عن المشروع 627أ. تم استخدام المعدن السائل (سبيكة الرصاص البزموت) كمبرد لدائرة المفاعل الأولى.
وكان لهذا التصميم مزايا كبيرة، ولكن كان هناك الكثير من الصعوبات التقنية للاستخدام التسلسلي لهذا النوع من المفاعلات.
تم اختبار ابتكارات تقنية أخرى على هذه الغواصة، واعتبر بعضها غير ناجح، وتم استخدام البعض الآخر بنجاح في مشاريع أخرى.
في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، تلقت الغواصات صنفًا جديدًا من الأسلحة - صواريخ كروز.
الغواصات من المشروع 659
أول حاملة نووية لصواريخ كروز في البحرية السوفيتية كانت غواصات المشروع 659 ، المسلحة بنظام الصواريخ بي-5.
كانت مهمتها هزيمة أهداف العدو بصواريخ كروز برؤوس حربية نووية، أي كانت بمثابة الناقل الاستراتيجي للأسلحة النووية. كان لنظام الصواريخ بي-5 مدى إطلاق غير كافٍ ودقة منخفضة، وتم إخراجه بسرعة كبيرة من خدمة الأسطول. تم تحويل خمس غوصات بنيت تحت هذا المشروع إلى غواصات طوربيد في إطار المشروع 659تي.
بعد ذلك، تم الاعتراف بأن صواريخ كروز باعتبارها الناقل الاستراتيجي للأسلحة النووية غير واعدة. وحلت محلها الصواريخ الباليستية.
الغواصات من المشروع 675
أصبح الهدف الرئيسي للصواريخ كروز البحرية حاملات الطائرات الأمريكية. لمواجهتها، تم إنشاء الغواصات النووية من المشروع 675 ونظام الصواريخ بي-6. تجاوز مدى إطلاق النار للنظام بي-6 قدرة الغواصة على اكتشاف الأهداف، ولذلك، ولتعيين الأهداف، تم إنشاء نظام "أوسبيخ" للاستطلاع وبعد ذلك نظام "ليغيندا" للاستطلاع الفضائي.
وكانت النتيجة وجود نظام كامل لمكافحة سفن العدو، والتي شملت الاستطلاع الجوي والفضائي وتعيين الأهداف والأسلحة وناقلاتها. تم بناء سلسلة كبيرة في مشروع 675 (29 غواصة)، تم تحديثها مرارًا وتكرارًا ونفذت الخدمة العسكرية بنجاح حتى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات.
الغواصات من المشروع 658
كانت الغواصات الأولى التي تحمل صواريخ باليستية على متنها من مشروع 658. وكانت سلسلة من 8 غواصات مسلحة بمجمع دي-2 مع ثلاثة صواريخ من طراز إر-13. في وقت لاحق، أثناء تحديث المشروع 658إم، تم استبداله بمجمع دي-4 بصواريخ إر-21. استمرت هذه الغواصات مهمتها الرئيسية حتى عام 1977، عندما دخلت في قائمة الأسلحة التي يجب القضاء عليها بموجب عقد ستارت-1.
أثناء إنشاء الجيل الأول من الغواصات السوفيتية، تم تشكيل ثلاث فئات من الغواصات: غواصات طوربيدات- لمحاربة سفن العدو والغواصات. حاملات صواريخ كروز لمحاربة حاملات الطائرات والتشكيلات الكبيرة الأخرى من السفن؛ حاملات الصواريخ الباليستية الاستراتيجية. تم الحفاظ على هذه الفئات في الأجيال اللاحقة من الغواصات النووية.
لم يكن الجيل الأول من الغواصات النووية السوفيتية بدون عيوب: صوتها عال، غير كافي الموثوقية التقنية في البداية... لكن هذه الغواصات أصبحت قوة هائلة، وأساس القوة المذهلة للأسطول السوفيتي، وأساسًا قويًا لتطوير المزيد من الغواصات المتقدمة للأجيال القادمة.