زيلينسكي: نمتلك أدلة "هامة" تثبت سعي إيران إخفاء سبب تحطم الطائرة الأوكرانية

قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن بلاده تمتلك أدلة وصفها بـ"الهامة"، تثبت أن إيران كانت تسعى لإخفاء سبب تحطم الطائرة الأوكرانية المنكوبة.
Sputnik

وقال زيلينسكي في تصريحات للتلفزيون الأوكراني، نقلتها صحيفة "لوس أنجلوس تايمز": "نمتلك حاليا أدلة مهمة، بأن الجانب الإيراني كان يعرف منذ البداية أسباب تلك الكارثة التي لحقت بطائرة الركاب الأوكرانية".

وتابع "كانت تسعى (إيران) لإخفاء الحقيقة، وتثبت تلك التسجيلات الهامة من المراقبين الجويين الإيرانيين تثبت بشكل قاطع معرفة إيران سبب الكارثة منذ تحطمها".

"إنه ضوء صاروخ"... تسجيل "سري" يكشف ماذا حدث للطائرة الأوكرانية في أجواء إيران
واستمر "هذا التسجيل عبارة عن حوار بين غرفة التحكم والمراقبة الجوية في طهران وطائرة إيرانية كانت تهبط في ذلك الوقت. في الساعة 6:12 أقلعت طائرتنا، وفي الساعة 6:30 كان من المفترض أن تهبط طائرة إيرانية".

واستدرك "لقد رأى طاقمها كل هذا، وبدأ الطاقم في التحدث إلى المراقب. كل شيء هناك يقول (يبدو لي أن صاروخا يطير) والحديث جرى باللغتين الفارسية والإنجليزية - وكل شيء ثابت هناك".

وقال الرئيس الأوكراني "نسافر دوما للمساعدة في فك تشفير الصناديق السوداء، لكننا نسعى كذلك أن ننقلها إلى هنا كي نفحصها بأنفسنا، فهذا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا".

وكانت مجموعة من التسجيلات المتبادلة بين مراقب الحركة الجوية الإيرانية وطيار إيراني في طائرة كانت تطير بالقرب من الطائرة الأوكرانية المنكوبة، والتي تظهر لأول مرة قد أظهرت أن السلطات كانت تعلم منذ الوهلة الأولى أن الطائرة تم إسقاطها بصاروخ خاطئ.

ظهر نص التسجيلات، محادثة باللغة الفارسية بين وحدة تحكم الحركة الجوية وطيار إيراني يقود طائرة من طراز "فوكر 100" لصالح شركة طيران "آسمان" الإيرانية في طريقها من مدينة شيراز جنوبي إيران إلى طهران.

ويقول الطيار في التسجيل لبرج المراقبة: "أرى سلسلة من الأضواء، إنها مثل.... نعم، إنه صاروخ، هل هناك خطأ ما؟".

ثم يسأل برج المراقبة مرة أخرى "لا لم يصبني شيء؟ على بعد كم ميل؟ أين اتجه؟".

ثم يكرر الطيار في رسالة أخرى أنه رأى النور بالقرب من مدينة بيام، المكان الذي أطلق منه صاروخ "جارد تور إم-1" الذي ضرب الطائرة الأوكرانية.

قال الطيار في رسالته الثانية: "إنه ضوء صاروخ، ألم تروا شيئا حتى الآن؟".

وأضاف قائلا "عزيزي المهندس الموجود في البرج، لقد كان انفجارا، لقد رأيت ضوءا كبيرا جدا هنا، لا أعرف حقا ماذا كان هذا".

وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن معلومات رادار تتبع الرحلات الجوية، تظهر أن الطائرة التابعة لطيران "آسمان" رقم 3768، كانت في ذلك التوقيت قريبة من طهران بما يكفي لمشاهدة الصاروخ والانفجار.

ووجهت هيئة الطيران المدني في إيران اتهاما إلى أوكرانيا بانتهاك قواعد التحقيق بنشر ملف صوتي لطيار إيراني ورجحت تأثير ذلك على تعاون طهران حول حادث الطائرة الأوكرانية.

نقل موقع الهيئة عن مدير قسم الحوادث، حسن رضائي فر، قوله إن "فريق التحقيق الفني الأوكراني قام بإجراء عجيب، وذلك بنشره ملفا صوتيا سريا لمحادثة بين طيار إحدى شركات الطيران الإيرانية (آسمان) وبرج المراقبة بالتزامن مع إقلاع الطائرة الأوكرانية المنكوبة".

إيران تتهم أوكرانيا بانتهاك التحقيق في حادث الطائرة الأوكرانية
وأوضح أن هذا الملف الصوتي  "يرتبط بمحادثة تجريبية لشركة طيران محلية كانت تطير إحدى طائراتها بالتوازي مع الرحلة الأوكرانية".

تابع رضائي فر، "انتهك الفريق الفني الأوكراني، بنشر هذا الملف السري، القانون الدولي للتحقيق في حوادث الطيران، وربما سيؤثر على تعاون إيران المستمر مع أوكرانيا في هذه القضية".

في سياق متصل، أعلن المدعي العام الإيراني، حجة الإسلام محمد جعفر منتظري، بأن ملف تحطم الطائرة الأوكرانية هو الآن قيد الدراسة والتحقيق.

ونقلت وكالة "إرنا"، صباح الجمعة الماضي، على لسان منتظري، إن قضية تحطم الطائرة الأوكرانية وكيفية البت فيها هما الآن قيد التحقيق والدراسة، وتم فتح ملف قضائي بهذا الصدد ولكن نظرا لتعقيدات القضية فإنه ينبغي أن يقدم الخبراء رؤيتهم الشاملة.

وأضاف منتظري أن القضية قيد التحقيق في منظمة القضاء العسكري التابعة للقوات المسلحة الإيرانية، وسيتم إطلاع المواطنين على التفاصيل حينما يتم الانتهاء من التحقيقات.

وقال المدعي العام الإيراني، حجة الإسلام محمد جعفر منتظري: إن الأوامر اللازمة صدرت للتحقيق في الحادث سريعا وبدقة وإنجاز تحقيقات شاملة للكشف عن جميع العوامل المؤدية إلى الحادث وملابساته.

يذكر أنه تم إسقاط طائرة ركاب من طراز "بوينغ 737" تابعة لشركة "خطوط الطيران الدولي الأوكرانية"، فجر الثامن من يناير/ كانون الثاني الجاري، بصاروخ إيراني بالخطأ، بعد إقلاعها بدقائق من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، وكانت متوجهة إلى كييف، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا من جنسيات مختلفة.

وأقر قائد القوة الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، في 11 يناير/ كانون الثاني، بمسؤولية الحرس عن سقوط الطائرة بقصفها عن طريق الخطأ، مؤكدا أن الواقعة حدثت في أجواء التأهب لحرب غير مسبوقة مع الولايات المتحدة.

مناقشة