تهديدات إعلامية
قال الدكتور عبد الستار الشميري رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن لـ"سبوتنيك"، تعليقا على تهديدات المجلس الانتقالي الجنوبي بإجراءات تصعيدية في الجنوب بعد فشل تنفيذ اتفاق الرياض، أعتقد أن الانتقالي لن يذهب بعيدا بفرض مكتسبات جديدة، وهذه قد تكون مغامرة تذهب ببعض المكاسب التي حصل عليها نتيجة الاتفاق سواء الصعيد الإداري أو العسكري والأمني.
قلة أوراق الضغط
وأكد الشميري أن الانتقالي ليس بيده أوراق كثيرة لكي يحرك بها المشهد أو يدفع الحكومة إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سوى العودة إلى الضامن للاتفاق وهى السعودية لطرح الملف لديها من جديد من أجل عقد جلسة أخرى أو استنهاض للاتفاق من جانب الرياض لحكومة الشرعية لتنفيذ ما اتفق عليه، لذا فالتصريحات والتهديدات من جانب بعض قيادات الانتقالي غير ذات جدوى ولن تجد لها طريق على أرض الواقع للتطبيق.
الاشتباكات لم تنقطع
وأوضح الشميري أن الاشتباكات بين قوات الانتقالي والإصلاح في شبوة لم تتوقف منذ توقيع اتفاق الرياض ولكن أفقها محدود، وليس هناك إمكانية لحدوث مواجهات الآن في عدن بشكل خاص، وهو ما يؤكد أنه لن يكون هناك تصعيد عسكري جديد، وستبقى التهديدات بالاشتباك بين الجانبين قائمة ولن تخرج عن دائرة الإعلام، وقوات الانتقالي الآن
الخيار الأوحد
قال عبد العزيز قاسم القيادي في الحراك الجنوبي لـ"سبوتنيك"، لا خيار أمام المجلس الانتقالي الجنوبي سوى المكاشفة والوضوح ومواجهة الشارع الجنوبي بكل الحقائق والتعقيدات وطبيعة اتفاق الرياض والضغوط التي يواجهها من قبل المجتمعين الإقليمي والدولي وتحديدا التحالف، لأن بقاءه في هذا الوضع المدان يجعله جزء من حالة الغموض والضبابية التي يعيشها الشارع الجنوبي ولاعب رئيسي فيها لا يمكن إعفاءه بأي حال، طالما ظل يقبع في المنطقة الرمادية دون تحديد موقف واضح من اتفاق الرياض المنتهي مدة تنفيذ بنوده في الخامس من شهر فبراير الجاري.
انحدار خطير
وأضاف القيادي بالحراك، استمرار الانتقالي في مجاراة الراعي الرسمي لاتفاق الرياض، دون مؤشرات واضحة وملموسة على الجدية والالتزام بتنفيذ الاتفاق، يمثل تراخي ورضاء الانتقالي أمام هذا الانحدار الخطير، ويسقط ادعاء تمثيله للقضية الجنوبية، ويضع نفسه في موقف المساءلة الشعبية والنخبوية لطبيعة الدور المشبوه الذي يلعبه، ناهيك عن وجود قوى جنوبية بدأت أصواتها تعلو بعد أن كان لها رأي مغاير عن طبيعة التحالفات التي تعتبرها مخلة مجحفة طالما لم تكن وفق ضمانات ومواقف واضحة بشأن القضية الجنوبية وترتكز عليها.
وتابع قاسم، هذه العلاقات والتحالفات والاتفاقيات وما عداها لا تمثل الشعب الجنوبي، وبعيدا عن هذه الخيارات يكون المجلس الانتقالي أمام خيار المواجهة مع الشرعية، أو المواجهة مع الشعب، الاحتقان أصبح واضح وبدأت الأصوات ترتفع وتمتعض بشكل مباشر ضد السعودية، وتعتبرها حجر عثرة أمام تطلعات الشعب الجنوبي، ووصلت بعضها إلى مطالبة الرياض بإنهاء تواجدها في عدن، وتطالب بعودة القوات الإماراتية بدلا عنها، وقد تشهد المحافظات الجنوبية مواجهات أكثر من السابق، وبدأت في شبوة وجزيرة سقطرى.
وأضاف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن، إن لم يحدث تطور قبل الخامس من فبراير/شباط الجاري بشأن تنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع مع التحالف والشرعية، هناك خطة لدى الانتقالي لإدارة الجنوب بشكل واضح وصريح، وسوف يستخدم كل الوسائل المتاحة له بما في ذلك طرد المليشيات التابعة لحزب الإصلاح وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا).
وأشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إلى أن هناك قرارات الجمعية الوطنية والبالغ عدد أعضائها 304 عضو يمثلون كل محافظات الجنوب، حيث أكدت تلك القرارات، حال فشل اتفاق الرياض مع الشرعية، يتم تنفيذ الاتفاق من طرف واحد وهو المجلس الانتقالي.
وأضاف عسكر، أن القرارات التي نصت على تنفيذ اتفاق الرياض توصي بتشكيل الحكومة وتعيين المحافظين ومديري الأمن، وإذا لم ترحل المليشيات العسكرية التابعة لحكومة هادي سوف يتم إخراجها بالقوة.
كانت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقعا، برعاية سعودية، في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفاق الرياض لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري بينهما على خلفية سيطرة قوات المجلس على العاصمة المؤقتة عدن في العاشر من أغسطس/آب الماضي، عقب مواجهات دامية مع الجيش اليمني استمرت أربعة أيام وأسفرت عن سقوط 40 قتيلاً و260 جريحاً. بحسب الأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على "مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي لإنهاء انقلاب جماعة أنصار الله "الحوثيين" على الشرعية اليمنية.
كما ينص على عودة جميع القوات - التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس/آب الماضي- إلى مواقعها السابقة، وتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في كل محافظة خلال 15 يوما.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.