ويعد ترامب الجمهوري، ثالث رئيس أمريكي يخضع للمساءلة من قبل مجلس النواب والمحاكمة في مجلس الشيوخ، وسيحدد التصويت التاريخي المرتقب ما إذا كان بمقدوره استكمال فترته الرئاسية أم يتعين عليه تسليم السلطة على الفور لنائبه مايك بنس.
وأحال مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ترامب، إلى المحاكمة في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استغلاله سلطته بمنعه مساعدات أمريكية لكييف في الصيف الماضي لحث أوكرانيا على الضغط على خصمه الديمقراطي جو بايدن والتحقيق معه.
ومع ذلك، لا تظهر المؤشرات الأولية أي قلق بشأن استمرار ترامب في موقعه، إذ لم يبدِ الجمهوريون الذي يسيطرون على مجلس الشيوخ أي تجاوب مع فكرة إدانة الرئيس وعزله، وهو إجراء غير مسبوق ويتطلب موافقة ثلثي أعضاء المجلس.
من جانبه أعلن العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ عن ولاية يوتا، ميت رومني، مخالفته لتوجهات حزبه، الذي يعتزم تبرئة ساحة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتهامات الموجهة إليه من قبل مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.
وقال رومني في مجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء: "الرئيس مذنب بإساءة استخدام مروعة للثقة العامة، ما فعله الرئيس كان خطأً، لقد كان خطأً جسيمًا".
وكان مجلس النواب قد صوت، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لصالح تفعيل مساءلة ترامب من أجل عزله، وذلك بعد توجيه تهمتين له، وهما، إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وأنهى المدعون الديمقراطيون أمام مجلس الشيوخ مرافعتهم، الاثنين، وشددوا على ضرورة إدانة الرئيس الأمريكي، وطالبوا بإدانة ترامب بالاتهامين اللذين وجههما إليه مجلس النواب. وقال رئيس هيئة الإدعاء النائب آدم شيف: "لا يمكن الوثوق بأن هذا الرئيس سيفعل الصواب".
وفي الجمعة الماضية، اتهمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، مجلس الشيوخ بالتستر على الرئيس دونالد ترامب بعد أن رفض السيناتورات استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في محاكمة الرئيس.
وقالت بيلوسي، في بيان لها: "تصويت الجمهوريين في مجلس الشيوخ ضد استدعاء الشهود وعرض وثائق مقنعة في إطار إجراءات المساءلة يجعلهم شركاء في التستر على الرئيس".
وتابعت:"إنه يوم محزن بالنسبة لأمريكا أن نرى فيه زعيم الأغلبية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل يطلب من رئيس قضاة الولايات المتحدة أن يترأس تصويتا رفض الالتزام بالقواعد القضائية لأمتنا ومؤسساتها التي من شأنها دعم الدستور وحكم القانون".
ورفض مجلس الشيوخ الأمريكي الجمعة، استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في المحاكمة الجارية للرئيس ترامب، ممهدا بذلك الطريق أمام إجراء تصويت نهائي الأربعاء يبرئ خلاله الرئيس.
وبأغلبية 51 مقابل 49، أحبط المجلس جهود الديمقراطيين الرامية لاستدعاء مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض جون بولتون ومستشارين كبارا آخرين للرئيس إلى المحاكمة للاستماع إلى إفاداتهم.
وصوت سيناتوران جمهوريان هما ميت رومني وسوزان كولينز مع الديمقراطيين لصالح استدعاء الشهود والوثائق، لكن صوتيهما لم يكونا كافيين للوصول إلى أغلبية الـ51 صوتا لإقرار الطلب.