4 نقاط تركية محاصرة... الجيش السوري "يقطع أوصال" المسلحين في إدلب

بعد التقدم الكبير الذي أحرزه الجيش السوري في عدة محاور بريف إدلب الجنوبي الشرقي وسيطرته على مساحات كبيرة وأعداد من القرى، شهدت المنطقة تحركات دولية غير مسبوقة بهدف إيقاف هذا التقدم.
Sputnik

التحرك الأبرز أتى عبر إعلان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، الذي  ندد فيه بهجمات الحكومة السورية على محافظة إدلب، وعبر عن تأييد بلاده لتركيا بعد تعرض موقع مراقبة تركي لهجمات سورية بقذائف مورتر. الملفت في تصريح بومبيو تركيزه على أن تركيا هي حليفة للناتو وتأكيده على وقوف أمريكا إلى جانبها "سنقف مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي في أعقاب الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدة جنود أتراك يخدمون في موقع مراقبة يستخدم للتنسيق وخفض التصعيد".

"سبوتنيك" ترصد تقدم الجيش السوري نحو مدينة "سراقب" شرقي إدلب... صور وفيديو
4 نقاط تركية محاصرة

التقدم الذي أحرزه الجيش السوري، الأسبوع الفائت، خلف ورائه نقاط المراقبة التركية محاصرة، ليصل عددها إلى 4 نقاط، مع عدد من قتلى الجيش التركي ( 5 قتلى عسكريين و3 مدنيين )، فقد سيطر على نقطة مورك ومعر حطاط والراشدين والصرمان، وأتبعها اليوم بالسيطرة على تل طوقان.

تحرك تركي لوقف التقدم

بعد مقتل الجنود الأتراك أشار أردوغان اليوم إلى أن بلاده ستبدأ مرحلة جديدة في سوريا، وأعلن عن نشر منظومة "حصار إيه"، وأعلنت وكالة "الأناضول" التركية عن تحرك أرتال عسكرية تتألف من نحو 60 عربة مصفحة وناقلة جند مع وحدات الكوموندوز باتجاه نقاط المراقبة داخل الأراضي السورية. فما هو مستقبل إدلب بعد التصعيد الجديد، وهل ستدخل المنطقة في صراع مباشر بين تركيا وسوريا؟ وما هو مستقبل مدينة إدلب؟

سيناريوهات المعركة في إدلب

في تصريح لوكالة "سبوتنيك" حول مستقبل إدلب أشار كمال جفا، المتخصص في الشؤون العسكرية والسياسية، إلى أنه "في ضوء تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أعتقد أننا اليوم أمام مرحلة حاسمة في تحديد مستقبل السيناريوهات التي تريد تركيا ومن خلفها فيما يتعلق بالعملية العسكرية في إدلب أو الأهداف التركية البعيدة التي تضعها تركيا نصب عينيها بكيفية إنهاء الوضع الشاذ في إدلب".

غضب تركي بعد فشل سياسة "الأمر الواقع"

اعتبر جفا، أن هناك "غضب التركي بسبب القرار السوري الروسي بتطبيق ما اتفق عليه بالقوة العسكرية بعد أن تمادت تركيا في التملص من التزاماتها بموجب اتفاقيات سوتشي".

وأضاف جفا أن "تركيا كانت تراهن على ترسيخ أمر واقع طويل الأمد يساعدها في الاستثمار السياسي بين خططها في شمال شرقي سورية وفي إدلب وفي ليبيا وحتى في علاقاتها وصراعاتها الاقليمية".

الجولاني أدار الهجوم على حلب

واعتبر جفا أن الجيش التركي "أرسل تعزيزات ضخمة إلى سراقب ووضع نقاط أمام الجيش السوري لمنعه من التقدم، والجيش تجاوز سراقب وقام بعملية التفاف وقطع أوتستراد سراقب أريحا وأردوغان هدد الجيش السوري ومنحه مهلة ثلاثة أيام للاسنحاب من المناطق التي يقول إن الجيش السوري تجاوز فيها ما اتفق عليه".

وتساءل جفا "وماذا لو تجاوزت المجموعات المسلحة ما تم الاتفاق عليه واستحوذت على مزيد من المناطق وما لو نجحت معركة حلب قبل عدة أيام التي نفذها الجولاني بنفسه بأوامر من أردوغان".

سيناريو تخفيف الاحتقان

اعتبر جفا أن تصريحات أردوغان الأخيرة وتحذيره "موجه إلى روسيا وإيران، اللتين تقاتلان جنبا الى جنب مع الجيش السوري في كل مسرح العمليات وأعتقد أن روسيا لن تدفع الجيش السوري إلى الانكفاء أو الانسحاب من المناطق التي حررها بالميدان العسكري ولذلك قد نشهد لقاء أو اتصالا مطولا بين الرئيسين الروسي والتركي يخفف من الاحتقان لأن الخيارات الأخرى أمام أردوغان سيئة ومعقدة ومحدودة".

سيناريو التحرك الدولي... لن يسمح بقبرص جديدة داخل سوريا

ونوه جفا إلى أنه في ليس هناك إجماع في مجلس الأمن الدولي وأنه "في الاجتماع الذي تم دعوة مجلس الأمن لمناقشة وضع إدلب ليس هناك إجماع على تفويض تركيا بملف إدلب إلى الأبد وليس هناك ثقة أمريكية بما تقوم به تركيا في سورية من حيث التناقض من موقفها بالملف الكردي او دعمها لجبهة النصرة".

واعتبر جفا أن روسيا والصين لن تسمحا بتحرك دولي أو من خلال مجلس الأمن لا يصب في مصلحة سوريا.

جفا "مادامت روسيا والصين الجريحة موجودتان في مجلس الأمن أعتقد انهما قادران على فرملة اي اجراءات تطلبها الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن بتحويل إدلب أو فرض أمر واقع طويل الأمد يؤدي الى ترسيخ قبرص جديدة في سورية".

وأضاف جفا أنه "بالتالي لايمكن وضع وصاية دولية على إدلب ولتكون إدلب تحت سيطرة "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا) والتي هي صاحبة القرار، من غير الممكن أن يعمد المجمع الدولي إلى حماية النصرة ودعمها سياسيا و ميدانيا ولوجستيا".

يذكر أن وحدات الجيش السوري تتابع عملياتها العسكرية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وسيطرت في وقت سابق من اليوم على بلدة "الذهبية" شمال تل طوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مطبقا بشكل تلقائي الحصار على رابع نقطة مراقبة تركية في ريف إدلب.

وقال مراسل "سبوتنيك" في ريف إدلب، إن وحدات من الجيش السوري واصلت تقدمها في اتجاه شمال "تل طوقان" وسيطرت على بلدة "الذهبية" بعد انسحاب المسلحين "القوقاز" وحلفائهم باتجاه مدينة سراقب، حيث باتت نقطة المراقبة التركية في "تل طوقان" محاصرة من الاتجاهات الأربعة.

وتعتبر نقطة المراقبة التركية في "تل طوقان" الرابعة التي تحاصرها وحدات من الجيش السوري، وذلك بعد نقاط المراقبة في كل من "مورك" شمال حماة و"الصرمان" شرق إدلب و"معرحطاط" جنوب مدينة معرة النعمان.

وفي سياق عمليتها المستمرة، تمكنت وحدات الجيش السوري من تحرير بلدة "إسلامين" الاستراتيجية وقرية "أبو الخوص" شرق مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، مطبقة بذلك الحصار على المدينة من 3 اتجاهات.

(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

مناقشة