التصعيد بين حماس وإسرائيل... هل يشهد قطاع غزة حربا جديدة؟

صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية في قطاع غزة مؤخرًا، مستهدفة مواقع عسكرية لحركة حماس، ومؤكدة أنها تأتي ردًا على إطلاق مسلحين لعدة قذائف من القطاع.
Sputnik

وقامت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، بمهاجمة أهداف متفرقة جنوب قطاع غزة. وذكرت القناة العبرية الـ"13"، أن "الجيش الإسرائيلي قام بمهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس، جنوبي القطاع.

حماس: المقاومة هي الرد العملي على "صفقة القرن"
وأكد الجيش الإسرائيلي على حسابه الرسمي في "تويتر" أن هذه الغارات جاءت ردا على إطلاق قذائف هاون وبالونات متفجرة من غزة أمس الأربعاء، مشددا على أنه يحمل "حماس" المسؤولية عن أي اعتداء عابر لحدود القطاع.

التصعيد الإسرائيلي الأخير، والذي يأتي بعد أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تنذر بحسب الخبراء بحرب جديدة وشيكة بين إسرائيل وحركات المقاومة في القطاع.

تصعيد إسرائيلي

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، على حسابه في "تويتر" إلى أن الغارات التي شنتها مقاتلات إسرائيلية استهدفت على وجه الخصوص منشآت تحت أرضية تستخدمها "كتائب القسام"، الذراع العسكري لـ"حماس".

ونقلت القناة على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الرد الإسرائيلي كان قاسيا وقاصما للحركة، فقد دمر بعض أهداف البنية التحتية لحركة حماس، جنوب غزة.

وسبق أن قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفتي هاون أطلقتا على مستوطنات غلاف غزة من مخبأ في غزة، ليلة أمس الأربعاء.

من جانبها، أفادت وكالة "معا" الفلسطينية بأن القصف الإسرائيلي طال عبّارة صرف صحي قرب مخيم الشاطئ في شمال القطاع ومحيط معبر رفح المدمر في جنوبه.

تخبط نتنياهو

الدكتور أسامة شعث، السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، قال إن "التصعيد الإسرائيلي الخطير في قطاع غزة يثبت حالة التخبط الإسرائيلي بعد إعلان ترامب عن خطته، وذلك بفعل التحركات السياسية الفلسطينية الدولية والتي ردت عليها الجامعة العربية في قرار جماعي بالتأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة، وكذلك قرارات منظمة التعاون الإسلامي، وقرار الاتحاد الأوروبي الذي يرى أن الصفقة تتجاوز المواثيق الدولية، وقرارات الأمم المتحدة".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "فشل نتنياهو الكبير في ظل اقتراب العملية الانتخابية فيما زاد التصعيد والرد من قبل الفصائل على الحدود، وكذلك تصريحات بني غانتس ونداءات المستوطنين الإسرائيليين المقيمين في المستوطنات على حدود غزة بضرورة ضم تلك المستوطنات بدلًا من التفكير في الضفة الغربية، جعل الحكومة الإسرائيلية في حالة تخبط كبيرة".

وتابع: "كل هذه التراكمات دفعت نتنياهو للتصعيد مع قطاع غزة كرد اعتبار، فكانت الغارات والمواجهات الأخيرة".

وبشأن إمكانية أن تصل هذه المواجهات لحرب جديدة، قال: "لن تصل المواجهات إلى حرب مفتوحة، أو عدوان كما جرى في عام 2014، قد يكون هناك استهداف محدود وهجمات محددة، لمحاولة إثبات أنه الرجل الأقوى داخل الكيان الإسرائيلي".

وأنهى حديثه قائلًا: "ستشهد الفترة المقبلة هجمات إسرائيلية على أهداف محددة، بما يقلل من نسبة الخسائر البشرية خصوصا المتعلقة بالمدنيين، وذلك من أجل إسكات المقاومة الفلسطينية، وجلب أصوات المستوطنين المتطرفين المقيمين في المنطاق الجنوبية القريبة من غلاف غزة".

حرب قادمة

قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، قال إن "التصعيد الإسرائيلي مستمر، وأي عمل يرد على التصعيد من قبل المقاومة يعود معها لقصف مواقع تابعة لحركة حماس".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "استمرار القصف الإسرائيلي والعدوان على غزة، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وربما يجر لمواجهة بين المقاومة والاحتلال ولابد من وضع الحسابات حول هذا الأمر".

وتابع: "لدينا قناعة تامة بأن إسرائيل تخطط لشن عدوان على قطاع غزة وربما ذلك خلال أيام مقبلة، والمقاومة مستعدة بما لديها من إمكانيات لمواجهة أي أمر محتمل، فليس من المنطق أن يقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة عدوانية".

ومضى قائلًا: "هذا الأمر مدرج ضمن التفاهمات التي عقدت مؤخرًا والتي لا تلتزم بها إسرائيل، وأعتقد أن استمرار المواجهات المندلعة حاليًا سيؤدي إلى مواجهة حتمية، فطائرات الاستطلاع الإسرائيلية تجوب سماء غزة ليل نهار وبكثافة كبيرة، ما يعطي مؤشرات سلبية عن نوايا إسرائيل بشن عدوان جديد".

تهديد إسرائيلي

وقال رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، مساء الأربعاء، إنه قد يضطر للقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة إذا ما استمر إطلاق الصواريخ والبالونات المتفجرة.

وأضاف نتنياهو خلال جلسة جمعته مع بعض رؤساء مجالس غلاف غزة، بأنه لا يسعى للمواجهة في القطاع إذا ما كان هنالك حل يضمن استمرار الهدوء، ومع ذلك فقد قال بأن جيشه مستعد لعملية عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة حتى في فترة الانتخابات.

في حين هاجم بعض رؤساء مجالس الغلاف نتنياهو، قائلين بأنه اجتمع فقط مع رؤساء مجالس الغلاف المحسوبين على حزب الليكود واستثنى البقية.

بدوره طالب زعيم المعارضة الإسرائيلية "بيني غانتس" نتنياهو بالعمل على ضم وبسط السيادة على غلاف غزة بدلاً من السعي لضم الأغوار وذلك في رد تهكمي على استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات المتفجرة من القطاع وعجز  نتنياهو عن وقفها.

وتم إطلاق الصواريخ والبالونات الهوائية المتفجرة من غزة إلى الأراضي الإسرائيلية هذا الأسبوع، مما دفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى ضرب أهداف يوم الثلاثاء بزعم أنها تنتمي لحركة حماس.

وتوترت الأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الأسبوع الماضي، بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "صفقة القرن" التي استوفت المطالب الإسرائيلية الرئيسية، لكنه ترك مستقبل الدولة الفلسطينية المستقلة في حالة من الغموض.

مناقشة