ودعا السيستاني في خطبة ألقاها ممثله خلال صلاة الجمعة في مدينة كربلاء، قوات الأمن العراقية لحماية المحتجين السلميين من المزيد من الهجمات.
وشهدت مدينة النجف العراقية صدامات بين محتجين وعناصر من أتباع زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، تطورت إلى مواجهات مسلحة بين أتباع الصدر ومجهولين ملثمين أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح من الطرفين، حسبما أفاد شهود عيان ومصادر أمنية عراقية.
وقال وزير الداخلية العراقي، ياسين الياسري، في بيان، نقلته وكالة الأنباء العراقية "واع"، اليوم الخميس، إن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمر بتشكيل لجنة تحقيقية بأحداث النجف".
فيما أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف، محمد توفيق علاوي، أن أولوية الحكومة المقبلة هي فتح تحقيقات جدية بشأن الخروقات ضد المتظاهرين، ومحاسبة من يقف وراء تلك الأعمال.
وقال علاوي، في كلمة يوم الخميس إن "أولوية الحكومة المقبلة، وتحت البند الأول، هو إجراء تحقيقات جدية بشأن الخروقات التي تعرض لها أبناؤنا، من المتظاهرين والقوات الأمنية، ومحاسبة كلّ مَن يقف وراءها، كائناً مَن كان، ولأيّ جهةٍ انتسب".
وأضاف: "إننا وحتى اللحظة الحرجة التي نمرّ بها، مكلّفون، ولا نمتلك الصلاحيّات بسبب عدم اكتمال إجراءات تشكيل الحكومة، و كل ما يهمنا الآن هو العمل من أجل عدم انزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه".
ووصفت السفارة الأمريكية ببغداد تلك الأحداث، حيث وقعت صدامات بين محتجين مناهضين للحكومة ومناصرين للتيار الصدري، بأنها أعمال بلطجة، مطالبة الحكومة بوقفها.
وقالت السفارة في بيان: "تدين سفارة الولايات المتحدة في بغداد بشدة الهجوم الوحشي الذي حصل في مدينة النجف الأشرف يوم الأربعاء، والذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من المتظاهرين السلميين".
وأضافت: "يقع على عاتق الحكومة العراقية وقواتها الأمنية وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحفيين، وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات السلمية. ندعو الحكومة العراقية إلى وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية وتقديم مرتكبيها إلى العدالة".
ودعت المحتجين إلى "الحفاظ على سلمية تظاهراتهم"، مؤيدة "حقهم الديمقراطي الأساسي في حرية التجمع السلمي والتعبير".
فيما أدانت الممثلة الأممية بالعراق بشدة العنف والعدد المرتفع للضحايا في النجف الليلة الماضية، وتدعو لضمان حماية المتظاهرين السلميين.
ويشهد العراق منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وقتل ما لا يقل عن 500 شخص خلال هذه الاحتجاجات.