القضاء على المعالم الأثرية الهندية
ووفقا لعضو مجلس النواب، راؤول غريالفا، لا تزال العمليات التفجيرية مستمرة في منطقة النصب التذكاري، حيث دفن هنود باباجو بشرف الأعداء معظهم من قبائل أباتشي الذين قتلوا في المعركة.
وكتب السياسي على تويتر: "قام ترامب بتفجير التل المقدس للأمريكيين الأصليين على أراض عامة لبناء جداره العنصري".
ويعد التل نصبا تذكاريا مقدسا لدى قبيلة توهونو أودهام، حيث كانوا يؤدون طقوسهم الدينية، وتعيش القبيلة في محمية تحمل نفس الاسم في ولاية أريزونا، وتقع المحمية في صحراء سونوران مباشرة على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أضاف غريالفا، أن "عمليات البناء غيرت من شكل التل بشكل كامل ولم تستشر السلطات الهنود الذين يمتلكون تاريخيا هذه الأراضي، الجدير بالذكر أن البناء يهدد وجود 22 تمثالا أثريا كما أنه يدنس المقابر".
سبق أن أبلغ مكتب الجمارك والحدود الأمريكي، المسؤول عن بناء الجدار، أنه تم تفخيخ المنطقة التي تقع ضمن محمية السكان الأصليين "روزفلت" وتفجيرها على طول مكان بناء الجدار.
وسيستمر التفخيخ حتى نهاية شهر فبراير/ شباط 2020 على الرغم من طلب القادة المتكرر وقف التدمير.
وخلص غريالفا، "ستتغير المنطقة ذات الأهمية التاريخية جراء الأعمال بشكل جذري، ولن نتمكن من تجميعها بعد ذلك أبدا".
هدر المصدر الطبيعي الوحيد للمياه في المنطقة الصحراوية
ولا تحتوي المنطقة على المناطق المقدسة فقط وإنما يقع هناك المصدر الطبيعي الوحيد لعشرات الكيلومترات، ويثير البناء قلق المجموعات البيئية وتأثيره على نهر سان بيدرو.
ويتطلب البناء على طول في الصحراء ما يقرب من 84 ألف غالون من المياه يوميًا، نظرًا لأن معظم المياه تأتي من الآبار، فهناك مخاوف من أن ضخ المياه الجوفية قد يستنزف ينابيع كيتوباكيتو.
ثم وبموجب القانون الفيدرالي الأمريكي، يتعين على الحكومة إخطار قبيلة توهونو أودهام في حال العمل على إزالة أي قطع أثرية أو بقايا يعود عمر بعضها إلى ما يصل إلى عشرة آلاف سنة تم اكتشافها مع تصاعد نشاط البناء على طول منزل أجدادهم، بحسب صحيفة "أز سنترال".
لكن في مايو/ أيار 2019 تخلت وزارة الأمن الداخلية الأمريكية عن ما يقرب من ثلاثين قانونًا بيئيًا وثقافيًا بما في ذلك قانون حماية المقابر الهندية من أجل الإسراع في بناء الجدار.
وقال رئيس إدارة توهونو، نيد نوريس، "كيف سيكون شعورك إذا أحضر شخص ما جرافة إلى مقبرة عائلتك وبدأ اقتلاع القبور هناك؟ وهذا هو الذي نراه يحدث هنا".
وأضاف القائد، انتشلت خدمة الحديقة الوطنية في المنطقة بعض بقايا أجداد القبيلة، التي سيتم إعادة دفنها في مكان آخر لن يتم الكشف عنه.
هذا وطرح ترامب بناء حاجز على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك كجزء من برنامجه الانتخابي عام 2016، كما أعلن حالة الطوارئ في البلاد من أجل إعادة توزيع الأموال من المشاريع الأخرى، وبالنتيجة وافقت المحكمة العليا على تخصيص 2.5 مليار دولار من أموال البنتاغون لبناء الجدار في صيف عام 2019.