وقال متحدث باسم الاتحاد البريدي العالمي التابع للأمم المتحدة إن هذه الخطوة جاءت بعد أن عقد الاتحاد اجتماعا مع ممثلي هيئات البريد في قطر والدول الأربع المقاطعة لها في مقر الاتحاد بسويسرا، يوم 29 يناير/ كانون الثاني، لبحث كيفية تحسين الروابط.
وكانت خدمة بريد الإمارات علقت خدماتها لقطر في يونيو/ حزيران من عام 2017، بعدما قطعت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وأوقفت حركة السفر مع قطر.
وكانت الدول الأربع اتهمت قطر بتمويل جماعات إرهابية ودعم إيران، وهي اتهامات تنفيها الدوحة.
ورغم التأكيد الرسمي على فشل كافة المساعي لإيجاد حلول للأزمة السياسية بين الدول الخليجية وقطر، يقول مراقبون إن استئناف خدمة البريد وانسحاب الإمارات من اليمن، وبعض التغيرات التي طرات في المواقف الدولية مؤخرًا تؤكد أن ثمة تقارب في الخفاء يحدث.
خدمة البريد
وبحسب "رويترز"، بدأت الخدمات غير المباشرة، في التاسع من فبراير/شباط، بنقل البريد عبر سلطنة عمان، وفقا لمذكرة من هيئة البريد الإماراتية الحكومية أرسلت إلى هيئات بريد أخرى واطلعت عليها "رويترز".
ولم يتضح على الفور سبب استئناف الخدمة وسط الخلاف الذي طال أمده.
وقال متحدث الاتحاد البريدي: "يرى الاتحاد البريدي العالمي أن الموافقة على مناقشة هذه القضايا خطوة إيجابية للغاية... وكانت المناقشات بمثابة تطور إيجابي وخطوة في الاتجاه الصحيح".
وما زال البريد لا يصل إلى قطر من مصر أو السعودية وفقا لخطوط خدمة العملاء في البلدين. ولم يرد بريد البحرين على طلب التعليق.
وأكد موظف ببريد الإمارات استئناف الخدمة، لكنه قال إن البريد يرسل فقط بين مكاتب البريد في البلدين.
خلافات قائمة
أستاذ العلوم السياسية في الإمارات، الدكتور عبد الخالق عبد الله، قال إن "الحديث عن استئناف العمل بالخدمات البريدية بين دولة الإمارات والدوحة، قد يكون تجاريًا وليس له أي علاقة بالخلاف الخليجي".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المقاطعة الخليجية لقطر مستمرة، والأزمة ما زالت قائمة، وليس هناك أي رابط بين البريد وإعادة العلاقات أو حل الخلافات".
وبشأن المفاوضات المنعقدة بين دول المقاطعة وقطر لحلحلة الأزمة، أكد الدكتور عبدالخالق أن "المباحثات والمفاوضات متعثرة، وليس هناك أي تقدم يذكر في طريق الحل".
تغير خليجي
من جانبه قال عبد الله عبد العزيز الخاطر، المحلل القطري إن "خلال السنوات الماضية تجاوز الزمن كل هواجس دول الحصار، حيث كل الانتقادات التي وجهتها تلك الدول لقطر، قامت بها".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "حرب اليمن وتداعياتها الكارثية على شعوب المنطقة، وانسحاب الإمارات، ونية السعودي على الانسحاب لبعد الكارثة الإنسانية هناك، وكلفة الحرب التي تحملتها ميزانيات تلك الدول، والتغير الجذري من محاولة مواجهة إيران إلى إيجاد تفاهمات، كل هذا يعد تغيرًا كبيرًا".
وتابع: "أما دعوى الإرهاب فإن علاقات قطر مع المجتمع الدولي هي الأفضل، وتردي علاقات دول الحصار بسبب الحرب واغتيال خاشقجي إلى الاعتقالات والقمع، والتعدي على الحقوق الفكرية لقنوات البث، ولذلك تواجه تلك الدول ملاحقات قانونية من أمريكا وأوروبا".
إعادة العلاقات
واستطرد: "إن استمرار الحصار أصبح غير ذي جدوى، لأن قطر والاقتصاد القطري في أفضل حال، بالإضافة إلى أن الدوافع أصبحت مفزعة، وبات الاستمرار في هذه السياسة تحصيل حاصل".
وبشأن استئناف العمل البريدي بين الإمارات وقطر، قال: "دول الجوار هم اليوم في حاجة لقطر، من الطاقة النظيفة إلى العلاقات والقدارت المالية".
وأنهى حديثه قائلًا: "سنشهد في الفترة المقبلة سعي دول الحصار للعمل على إعادة العلاقات مع الدوحة، ولكن يبدو أنه سيكون دون إعلان، ولكن بشكل عملي وفعلي".
وفي 5 يونيو/ حزيران من عام 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي العربي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.