وجاءت استضافة المملكة العربية السعودية للفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني المحسوب على حزب الإصلاح لتطرح الكثير من التساؤلات حول طبيعة السياسة السعودية المعلنة وموقفها من حزب الإصلاح بشكل خاص. فما هي دوافع الرياض لاستضافة الأحمر؟
ولاءات ومصالح
قال الدكتور سعد بن عمر مدير مركز القرن للدراسات بالسعودية في حديث لـ"سبوتنيك"، إن الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني الحالي كان يشغل قائد الفرقة الأولى مدرعة وله ميول في الإصلاح، وهناك الكثير من الأمور التي تجري على الأرض ليست متاحة للإعلام والمتابعين للسياسة، والمجتمع اليمني كبير جدا وقبلي وهناك توجهات سياسية في الداخل تابعة لدول خارجية، وتلك التوجهات تأخذ شكل أحزاب ظاهرة وأخرى مستتره.
وجود الإصلاح ضروري
وأوضح بن عمر أن علي محسن الأحمر هو مؤتمري بالدرجة الأولى، رغم ما يقال عنه أنه يفضل حزب الإصلاح، وهذا يعود إلى أنه كان قائد الفرقة الأولى مدرعة "المحسوبة على حزب الإصلاح"، الأوضاع الحالية الآن في اليمن تجعلنا نتجاوز مسميات الأحزاب والمؤسسات سواء الإصلاح أو المؤتمر أو الشرعية، الهم الأول هو تحرير اليمن من الحوثيين.
وأشار مدير مركز القرن إلى أن وجود الإصلاحيين شيء ضروري في اليمن، حيث تقاطعت مصالحهم وأفكارهم مع المملكة العربية السعودية من أجل تحرير اليمن من الحوثي، ما عدا ذلك هى أمور يمكن أن نختلف عليها في أماكن أخرى.
علاقات تاريخية
وقال عبد العزيز قاسم القيادي بالحراك الجنوبي اليمني في حديث لـ"سبوتنيك"، استضافة السعودية للفريق علي محسن الأحمر القيادي الإصلاحي ونائب الرئيس هادي هى تتويج للعلاقات القديمة بين الإصلاح والسعودية تعود لما قبل العام 1962، حيث ارتبط الطرفان
عبر القوى الاجتماعية القبلية والعناصر الجهادية كأدوات ضغط ضد النظام الجمهوري في اليمن.
وأضاف قاسم، حزب الإصلاح مازال يحتفظ بعلاقة عميقة مع السعودية لأن الرياض تريد تمرير اتفاقية ترسيم الحدود مع اليمن وتسوية هذا الملف الممتد من 1934م، لهذا علاقة السعودية بالإصلاح إيديولوجية، ولا يمكن أن تفرط فيها، وتستطيع ملاحظة ذلك من خلال تعاطي السعودية مع عناصر وقيادات رفيعة بالإصلاح لديها وقريبة جدا من دوائر صنع القرار، خاصة في الشأن اليمني.
أحداث سبتمبر
وأوضح قاسم أن الجميع يدرك تلك العلاقة الوطيدة وجذورها وبعد بروز الموجة العالمية لمحاربة الإرهاب خاصة عقب أحداث سبتمبر/أيلول 2001 في أمريكا وما تلاها، وقرب الإصلاح من السعودية أو ما يعرف "بالإخوان المسلمين" ناتج عن علاقة جذورها ممتدة من الحروب ضد المعسكر الاشتراكي.
وأكد القيادي بالحراك، أن علاقة السعودية بالإصلاح وطيدة ولن تتخل عنهم، خاصة في هذه المرحلة، وهو ما شعر به المجلس الانتقالي الجنوبي بأن هناك ميولا نحو الإصلاح بشكل كبير وعدم جديتها في محاربتهم...ما دفعه للتلويح بإجراءات أحادية الجانب وفقا لما جاء في اتفاق الرياض.
كانت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقعا، برعاية سعودية، في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، اتفاق الرياض لإنهاء التوتر والتصعيد العسكري بينهما على خلفية سيطرة قوات المجلس على العاصمة المؤقتة عدن في العاشر من آب/أغسطس الماضي، عقب مواجهات دامية مع الجيش اليمني استمرت أربعة أيام وأسفرت عن سقوط 40 قتيلاً و260 جريحا، بحسب الأمم المتحدة.
ويحدد الاتفاق، في ترتيباته السياسية، تشكيل حكومة كفاءات لا تتعدى 24 وزيرا بالمناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية، يعينهم الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية خلال 30 يوما من توقيع الاتفاق على أن يؤدي أعضاؤها القسم أمام الرئيس في اليوم التالي بعدن، وهي المهلة التي انتهت بالفعل دون تنفيذ ذلك.
كما ينص على عودة جميع القوات - التي تحركت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه محافظات عدن وأبين وشبوة منذ بداية آب/أغسطس الماضي- إلى مواقعها السابقة، وتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في كل محافظة خلال 15 يوما.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" أواخر 2014، وبالمقابل تنفذ الجماعة هجمات بطائرات دون طيار وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.