لم يتوقف السودان بذلك بل ذهب إلى فتح قنوات دبلوماسية مع دول لطالما اعتبرت الأخير إرهابيا وضمن محور الشر وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية.
وبحسب العديد من الخبراء، فإن التوجه السوداني الجديد يعود إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها الخرطوم والتي أرغمت القيادة السياسية السودانية على اتخاذ توجهات تاريخية وتعتبر الأولى من نوعها في السودان بعد خلع الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
واعتبر بعض الخبراء أن إقامة العلاقات مع إسرائيل قد يزيل الطوق الاقتصادي الذي فرضته العقوبات الأمريكية على خلفية وضع اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب ما يعني أن الحلول الخارجية قد تأتي بثمارها لحل الوضع الاقتصادي.
وكان رئيس المجلس الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد كشف لصحيفة "الشرق الأوسط" أن اللقاء الذي جمعه مع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو أتى في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية ورفع اسمه من لائحة الإرهاب.
لكن التوجه السوداني الجديد لا يعني الحل النهائي لأن هناك العديد من الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل لكنها لا تزال تعاني من صعوبات وأزمات اقتصادية حادة ومنها الأردن على سبيل المثال، وبالتالي فإن الخيار السوداني الجديد ليس بالحل الأفضل والنهائي لأزمته الاقتصادية الأخيرة.
وأضاف: "لا ننكر على الإطلاق تأثير الطوق الاقتصادي الذي فرضته العقوبات الأمريكية على خلفية وضع اسم السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذا ما يقود للبحث عن حلول خارجية تدعم الملف الاقتصادي المحلي".