مؤتمر الأمن في ميونيخ حول الشرق الأوسط... بيانات كثيرة وحلول قليلة

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عشية الاجتماع، بأن مؤتمر ميونيخ الأمني أصبح منبرا للبيانات الحادة، وليس مكانا لاتخاذ قرارات محددة. الغريب، أنه كان هناك فقط بيانات - وليس مبادرات. حول هذا الموضوع يتحدث الخبراء لوكالة "سبوتنيك" وعن أسباب عدم عمل المشاركين في المؤتمر على إيجاد حلول مشتركة.
Sputnik

ضخامة المتطلبات

يعتقد المحلل السياسي، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الخارجية، غريغوري لوكيانوف، أن متطلبات منتدى ميونيخ كمكان كان من الممكن التوصل فيه إلى حلول معينة للمشاكل الملحة، مبالغ جدا في جديتها وتابع: "في رأيي، يجب ألا يتوقع المرء في البداية من هذا المؤتمر أي قرارات أو تطورات بشأن قضايا محددة. نعم، هناك العديد من المشاكل حيث أظهرت منطقة الشرق الأوسط، في عام 2019 وبداية عام 2020، تحولا هائلا في الوضع الأمني، ظهرت تحديات جديدة وتهديدات وهذا يتطلب بالطبع مناقشة شاملة على مختلف المستويات.

وفي معرض حديثه عن سير المناقشات داخل المنتدى، أضاف الخبير: "يتم اقتراح ومناقشة حلول النزاعات العاجلة في الشرق الأوسط على مستوى الخبراء والمحللين السياسيين. نوقشت هذه الصراعات في إطار ميونخ كعوامل غيرت الواقع الاجتماعي وقضايا الأمن في المنطقة، لكن مؤتمر ميونيخ لم يستطع ولا يمكنه إضافة أي شيء جديد "أكد لوكيانوف أن مؤتمر ميونيخ هو، أولا وقبل كل شيء، منبر للخبراء وليس للدبلوماسيين: "مؤتمر ميونيخ هو، أولا وقبل كل شيء، حافز يتحدث عن الحالة المزاجية والمواضيع التي تكون الأطراف على استعداد لمناقشتها. لن يتم نشر أي بلاغات أو تصريحات معدة. وقد اتضح أنهم لا يتخذون أي قرارات على هذا الموقع".

هل ستفشل التسوية الليبية؟

بينما تعتقد الخبيرة في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، ماريا مخموتوفا، أن الحلول يمكن أن تظهر. على سبيل المثال، حول المشكلة الليبية. ومع ذلك، فإن كل ما يمكن للسياسيين والخبراء فعله هو التأكيد على فشل المفاوضات في برلين: "بطريقة أو بأخرى، لوحظ فشل مؤتمر برلين السابق والقرارات التي اتخذت في بيانه الختامي، لا يوجد أي تقدم حقيقي أو التزام واضح وبقيت القرارات كلها حبرا على ورق".

وفي معرض حديثها عن سبب اقتناع الأطراف بهذا، قالت: "لم تكن ألمانيا قادرة على توحيد مواقف أهم اللاعبين الرئيسيين في ليبيا وهما - روما وباريس، و لكن اللاعبين الشرق أوسطيين وتركيا ليسوا مهتمين بالمفاوضات على الإطلاق،.بينما بدأت روسيا تشكك في المبادرات الدولية بسبب عدم وجود نتائج ملموسة".

وفقا لتقديرات مخموتوفا، من الصعب للغاية التوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الأخرى المدرجة في جدول أعمال الشرق الأوسط.

مناقشة