استطاعت إسرائيل من خلال هذه الخطوة تحقيق العديد من النقاط الإيجابية بالنسبة لها من جهة ولرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، حيث نجح الأخير من تحقيق الحلم الإسرائيلي القائم من عقود كثيرة وهو فتح المجال الجوي وخرقه بعدما كانت محرومة من الممر الأحمر في القارة الأفريقية.
الحلم الإسرائيلي والفوائد الاقتصادية
لطالما إسرائيل حلمت بهذه الخطوة وكانت قد حاولت مسبقا بتغيير مسار "الممر الاحمر" الذي يمر بالسودان عبر طلب رسمي تقدمت به إلى الاتحاد الدولي للنقل الجوي وذلك بسبب تكلفة الطيران المرتفعة لتل أبيب من خلال قطعها الأجواء المحظورة عليها.
وكانت الطائرات الإسرائيلية تقلع من تل أبيب وتضطر للطيران عبر تشاد أو موريتانيا وصولا إلى كمبالا أو نيروبي أو جوهانسبرغ، لكنها الآن تعبر إلى مصر والسودان ومنه إلى أقصى نقطة في جنوب القارة الأفريقية.
لكن بعد الاتفاق الثنائي بين إسرائيل والسودان بات الأجواء السودانية والممر الأحمر لصالح تل أبيب وبالتالي فإن رحلاتها إلى الجنوب الأفريقي التي كانت تكلفها عشر ساعات إضافية باتت مختصرة وأسرع وأوفر ماديا.
وفي السياق نفسه، اعتبر خبراء في المجال الجوي أن الإجراء الأخير سيخفف الكثير من الأعباء المالية على شركات النقل والطائرات الإسرائيلية نظرا لأهمية الموقع الجغرافي للسودان والذي من خلاله ستقدر إسرائيل الوصول إلى قارة أمريكا اللاتينية.
ويوضح الخبراء أن موقع السودان الإستراتيجي يجعله أفضل ممر جوي يربط الممرات الشرقية والغربية لقارات العالم، ما يوفر ساعات طيران ووقودا للطائرات الإسرائيلية.
أما بالنسبة للسودان، فالفوائد ستكون من خلال موقفها الرسمي إزاء إسرائيل الذي قد يعدل من موقف الولايات المتحدة السياسي بشأن الخرطوم وتقوم واشنطن بإعفائها من العقوبات، كما ستجني المزيد من رسوم العبور التي تحسب بالميل البحري، بالإضافة في حال تطورت العلاقات بين البلدين من إمكانية هبوط الطائرات الإسرائيلية للأهداف الفنية للتزود بالوقود ولخدمة نقل الركاب والبضائع.