ولدت ميلاد، في 3 من فبراير/ شباط 2020 من أب عمره 58 عاما وأم عمرها 54 عاما وقد تزوجا عام 1999 في مدينة الناصرة المحتلة داخل سجن عسقلان، بعد أن كانت الصحافية تعمل على تقرير عن حالة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ومنعت إدارة السجون سناء ووليد اللذان يحملان الجنسية الإسرائيلية من حق "الخلوة الشرعية"، على الرغم من وجود نظام في السجون الإسرائيلية يتيح للسجناء الإسرائيليين الاختلاء بزوجاتهم.
ثم عاقبت إدارة السجون وليد لتهريبه النطاف، حيث أضافت سنتين لمدة حكمه وهكذا سيلتقي وليد بابنته بعد سبع سنوات، بحسب ما نقلته وكالة "خبر الفلسطينية للصحافة".
وتم سجن وليد دقة عام 1986 بتهمة الانتماء لحركة "فتح" والاشتراك في خطف وقتل جندي إسرائيلي لمدة 37 عاما.
رسالة وليد إلى ميلاد قبل سنوات من ولادتها
يواظب وليد على كتابة المقالات الصحافية كما ألف مسرحية "الزمن الموازي" عن حياة الأسر خلف القضبان وحتى كتب لطفله الذي لم يولد بعد قبل تسع سنوات: "أكتب لطفل لم يولد بعد، أكتب لفكرة أو حلم بات يرهب السجان دون قصد أو علم، وقبل أن يتحقق، أكتب لأي طفل كان أو طفلة، أكتب لابني أو ابنتي الذي لم يأت إلى الحياة بعد، أكتب لميلاد المستقبل، فهكذا نريد أن نسميه/ نسميها، وهكذا أريد للمستقبل أن يعرفنا"، بحسب ما نقلته صحيفة "القدس العربي".
وتابع قائلا: عزيزي/ تي ميلاد
"...أتحسبني يا عزيزي قد جننت؟ أكتب لمخلوق لم يولد بعد؟ أيهما الجنون..؟ دولة نووية تحارب طفلاً لم يولد بعد فتحسبه خطراً أمنياً، ويغدو حاضراً في تقاريرها الاستخبارية ومرافعاتها القضائية.. أم أن أحلم بطفل؟ أيهما الجنون..؟ أن أكتب رسالة لحلم أم أن يصبح الحلم ملفاً في المخابرات؟ أنت يا عزيزي تملك الآن ملفاً أمنياً في أرشيف الشاباك الإسرائيلي.. فما رأيك؟".
وأنهى وليد رسالته لميلاد بالقول: هل أكف عن حلمي؟ سأظل أحلم رغم مرارة الواقع... وسأبحث عن معنى للحياة رغم ما فقدته منها. هم ينبشون قبور الأجداد بحثاً عن أصالة موهومة... ونحن نبحث عن مستقبل أفضل للأحفاد... لا شك آت سلام ميلاد... سلام عزيزي/ تي".
كيف بدأ تهريب النطاف
ولد أول طفل بمساعدة النطاف المهربة من سجون الاحتلال عام 2012 اسمه مهند وهو ابن الأسير عمار الزبن المحكوم بالسجن المؤبد 27 مرة، لكن رغبته في إنجاب الأطفال تغلبت على أغلال السجن.
ومنذ ذلك الوقت إلى الآن ولد 68 طفلا فلسطينيا عن طريق تهريب النطاف وهذا وفقا لمركز رزان الفلسطيني لعلاج العقم وأطفال الأنابيب، الذي قدم كل المساعدات الطبية اللازمة المجانية للأمهات.
وأجري استطلاع بين 120 أسيرا في سجن "هداريم" وتبين أن 65 في المئة من المتزوجين ليس لديهم أطفال لهذا حاول الأسرى مرارا تهريب نطافهم على أمل استمرار نسلهم.
وتسمى ظاهرة التهريب والإخصاب خارج الرحم "سفراء الحرية"، التي تلقت دعما وطنيا بشرط وجود شاهدين من طرف الأسير وشاهدين من طرف زوجته، مع كتمان عملية تهريب النطاف لدواع مفهومة.