"فقاعات الشمال"... تبادل مهام القصف بين الأسد وحفتر

ما أن تهدأ أصوات المدافع والدبابات قليلا على الجبهة السورية، التي تشهد منذ أسابيع حربا طاحنة، أحرز فيها الجيش السوري تقدما واسعا في محافظة إدلب، حتى تشتعل الجبهة الليبية بقصف نفذه الجيش الوطني الليبي على مستودعات للذخيرة في ميناء طرابلس.
Sputnik

الجبهتان البعيدتان جغرافيا والقريبتان عسكريا، لا يمكن فصل أبعادهما السياسية والعسكرية، في ظل التطورات الأخيرة والمتسارعة التي تشهدها المنطقة، خصوصا أنهما (الجيشان السوري والوطني الليبي) يقاتلان من وجهتي النظر السورية وحكومة شرق ليبيا، مجموعات مدعومة تركيا.

الجيش السوري يتقدم على وقع هدير الفقاعات

بالرغم من التصريحات "النارية" التي تصدر من الدبلوماسية التركية، والتي كان آخرها، تصريح المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، والذي قال فيه إن هدف بلاده الرئيسي في إدلب هو "العودة إلى اتفاق سوتشي"، مؤكدا أن  "تغيير مواقع نقاط المراقبة التركية في إدلب "أمر غير وارد". إلا أن الجيش السوري يتابع تقدمه السريع على جبهات عدة، في غرب حلب وشرق إدلب، غير مصغ لم أطلق عليه الرئيس الأسد "فقاعات الشمال".

الرئيس الأسد "معركة تحريرِ ريفِ حلب وإدلب مستمرةٌ بغض النظر عن بعض ‏الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال، كما استمرارُ معركة تحرير كلِ ‏التراب السوري وسحق الإرهاب وتحقيق الاستقرار".

الوطني الليبي يستأف قصف المستودعات

بالتزامن مع هدير الجبهة السورية، سمع هدير آخر على الجبهة الليبية، بعد أن وجه الجيش الوطني الليبي ضربة عسكرية لمستودع أسلحة وذخيرة في ميناء طرابلس.

الجيش الوطني الليبي "القوات المسلحة أعطت أوامرها لتوجيه ضربة عسكرية على مستودع أسلحة وذخيرة داخل ميناء طرابلس".

المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي "الجيش الوطني الليبي متمسك بالثوابت الوطنية التي تنص على تأمين التراب الليبي وإنهاء سيطرة الإرهابيين وإخراج المرتزقة الذين جلبهم الغزو التركي".

الجيشان السوري والليبي... المشكلة واحدة

أعلن وزير الخارجية الليبي في الحكومة المؤقتة، عبد الهادي الحويج، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" وجود أسرى سوريين وأتراك لدى الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أنه هناك "مجموعات المختلفة ذات التوجهات المختلفة، جزء منها أجنبي جاءت بهم تركيا من إدلب، خاصة المجموعات الإرهابية القادمة للأسف من سوريا".

ومن جهتها أيضا، تواجه الحكومة السورية، ذات المجوعات "جبهة النصرة" و"الحزب الإسلامي التركستاني" (المحظوران في روسيا). هذه المجموعات الإرهابية، التي نفذت عمليات قصف واعتداءات في أكثر من مكان في محيط أماكن انتشارها في محافظة إدلب السورية، والتي أشارت إليها دمشق في أكثر من مناسبة.

اتبع رأسها الذنبا

من الواضح أن الجيشين، السوري والوطني الليبي، يقاتلان جبهة واحدة، في الوقت الحالي على الأقل، رأسها في إدلب، وذيلها في ليبيا، وأن قرار القضاء على المجموعات ومنابع الإرهاب المتواجدة في هذه الجبهات قد اتخذ، بغض النظر عن الأبعاد الأممية، غير المتوازنة، التي باتت مستندا لانتهاك سيادة الدول في الوقت الحالي.

(المقال يعبر عن رأي كاتبه)

مناقشة