وعلى خلاف شبكات الانترنت العادية، لا تحتاج هذه التقنية لوجود طرف ثالث، لذا فهي أسرع في معالجة البيانات وتخزينها، ويمكن لهذه التقنية أن تقوم بأيِّ نوع من التحويلات بدءًا من تحويل الأموال إلى نقل البضائع والملكيات.
تعتمد هذه التقنية على فكرة اللامركزية ويقول خبراء تكنولوجيا المعلومات إنها تشكل ثورة هائلة قد تغير وجه الحكومات والسجلات القانونية والمصرفية، وربما تصبح بديلا للدولة المركزية وتطبيقاتها، مثل الشهر العقاري والسجلات المدنية، خاصة مع ظهور شركات خاصة بدأت تتبنى هذه التكنولوجيا، إلا أن إشكالية الخصوصية تظل موضع جدل في هذه الشبكات.
يستعد العالم العربي حاليا لاستقبال هذه التكنولوجيا، وأول الرواد في هذ المجال كانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أطلقت رسميا قبل عام نصف "استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين)"، بهدف تحويل 50% من التعاملات الحكومية إلى منصّة بلوك تشين بحلول عام 2021، وتقول التقارير الرسمية في دبي إن هذه التقنية الثورية نجحت حتى الآن في توفير 3 مليارات دولار.
قال المدير التنفيذي لشركة "دي ميلز" المتخصصة في تطبيقات البلوك تشين المهندس محمد عبده:
إن "بلوك تشين" شكل من أشكال قواعد البيانات المطورة بالتشفير، وتعتمد على التعامل المباشر بين الأشخاص دون وسيط، وقد لفت استخدامها في تبادل العملات الافتراضية الأنظار للتغيرات التي يمكن أن تحدثها هذه التكنولوجيا في قطاعات التحويلات المالية وغيرها خاصة بعد انتعاش العملة المشفرة عام 2017، ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا في عدة تطبيقات خاصة المعاملات التي تحتاج إلى إلغاء دور الوسيط ما يتيح توفير الوقت والجهد وقلل من حجم المشكلات.
وأكد عبده أن "العمل جاري حاليا على سن قواعد وقوانين لهذه التقنية، التي تعتمد على اللامركزية، مايمثل تحديا أمام سلطة الحكومات، ومن الممكن تطويع هذه التكنولوجيا بشكل يناسب سيطرة الحكومات لكن الأمر
قال خبير تكنولوجيا المعلومات أشرف العمايرة إن تحويلات الأموال عبر تقنية "بلوك تيشين" يتيح تأمين المعاملات من التلاعب، حيث لايتم إقرار أي تغييرات غير قانونية في باقي نقاط الشبكة، إلا ان هناك عملية اقتفاء لجميع المعاملات، منذ بدء بلوك تشين، كما يتم تسجيل جميع المعاملات على جميع الاجهزة المرتبطة بالشبكة، وهذا على عكس الاعتقاد السائد لايتيح الخصوصية التي تتيحها الحسابات البنكية.
قال الخبير المتخصص في أسواق المال والاقتصاديات العالمية نزار العريضي:
إن اتجاه اتحاد البورصات العربية نحو الاعتماد على "بلوك تشين" خطوة مهمة حيث تم إدراك أن هذه التقنية هي المستقبل لقطاعات الاقتصاد، وستكون الداعم الرئيسي لثورة الذكاء الصناعي، والتي تحتاج إلى مقومات أبرزها العملة الرقمية فلايمكن أن يعتمد الذكاء الصناعي على العملة الورقة، وعليه يتعين على الهيئات الرسمية وأسواق المال والبنوك أن تتينى هذه التقنية التي تحتاج إلى تنظيم.
وأكد نزار أن "العملات الرقمية ركيزة أساسية في تغيير بنية الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن عصر الذكاء الصناعي سيغير المفاهيم الاقتصادية والتوجهات كما سيصبح الذكاء الصناعي المساهم الأساسي في كل القطاعات، وإذا لم تكن تقنية البلوك تشين والعملات الرقمية داعمة لهذا التغير فلايمكن أن يحصل، مشددا على أن البنوك المركزية ستكون مجبرة بمرور الوقت على تبني العملات الرقمية التي تتميز بالسهولة وقلة التكلفة بعيدا عن الكثير من الأنظمة والتعقيدات، وهو ما اثبتته دراسات بنك جي بي موجان.
إعداد وتقديم: جيهان لطفي