يرى محللون أن الأمر قد يتعدى القرار بفصل العمالة المحلية إلى خطوط حمراء تجاوزها مدير الشركة الألماني الجنسية نيكولاي بيكرز، تتعلق بالأمن القومي في البلاد، وهو ما رصدته أجهزة معلوماتية في البلاد... فما هي الأسباب الحقيقية لطرد مدير "أوريدو" القطرية من الجزائر؟
تقارير استخباراتية
وأضاف المحلل السياسي، إن التعامل مع الشركات الأجنبية العاملة في البلاد يأتي في إطار التعاملات الاقتصادية والتجارية، ويأتي ضمن الاتفاق الموقع بين تلك الشركات والدولة، أن يتم احترام الفئة العمالية التي تحصل على أجرها من هذا الوسيط الأجنبي الألماني.
اجتماعات مشبوهة
وتابع لعراجي، وبين ما يدور في المشهد السياسي وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن مدير أوريدو قام بعقد اجتماعات مشبوهة في العاصمة المغربية الرباط كانت تتعلق بالأمن القومي الجزائري، ويبدو أن معلومات خطيرة توفرت لدى الرئيس فقام باتخاذ هذا القرار بحكم أنه السيد والقاضي الأول في البلاد، ولولا أن هناك أمرا جلل لما كان بالإمكان اتخاذ القرار بهذا الشكل الذي عومل به، بل كان بالإمكان توجيه له إنذار ويترك بعض الوقت حتى يجمع أوراقه ووثائقه، لكن الطريقة التي تمت بها عملية الطرد توضح نسبة الخطر التي كان يمثلها رئيس الشركة على السلامة الأمنية والسياسية في الجزائر.
خروج مهين
وأكد لعراجي أن خروج مدير عام شركة أوريدو بهذا الشكل يعد خروجا مهينا ولا أخلاقي وعقاب من الجزائر ردا على الجرم الذي ارتكبه ودفع الرئيس للتدخل شخصيا واتخاذ هذا القرار، وبلا شك أن مدير شركة الاتصالات قد انتهك أخلاقيات العمل والأمانة ولم يحترم خصوصية البلد الذي يعمل فيه، ولم يع أنه يتعامل مع سلعة أغلى من الذهب والبترول، المعلومات، ومثل تلك القطاعات الهامة دائما ما تكون تحت وصاية ومراقبة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
الخطأ جسيم
علاقات البلدين
ولفت لعراجي إلى أن قرار الشركة بفصل العمالة الجزائرية والإبقاء على العمالة الأجنبية دعم الشكوك في إدارة الشركة التي تريد تصفية العمالة الوطنية لأسباب غير منطقية، فمعدلات أرباح الشركة تتضاعف وليست هناك خسائر ولا تحتاج لمساعدات مالية سواء من الجزائر أو من قطر، ولا أعتقد أنه سيؤثر على سير الأعمال بالشركة أو استثماراتها، ولايمكننا التعليق على الموضوع أكثر مما جاء في قرار رئيس الجمهورية والذي استند إلى قرار أوريدو بطرد 900 عامل جزائري.
لا بيان رسمي
من جانبه قال أمين بلعمري، الكاتب والمحلل السياسي الجزائري لـ"سبوتنيك"، إلى الآن لم يوزع أي بيان من رئاسة الجمهورية بشكل رسمي حول طرد مدير شركة أوريدو من البلاد بقرار من رئاسة الجمهورية، كل ما يتم تداوله هو تسريبات عبر مواقع التواصل والمنصات الاجتماعية غير المدعومة ببيانات رسمية سواء من جانب الرئاسة أو شركة أوريدو القطرية للاتصالات.
وأضاف المحلل السياسي، حال ما ثبتت صحة هذه المعلومات المتبادلة، لا أعتقد أن هذا سوف يؤثر على العلاقات بين البلدين، ولا يمكن أن تحدد العلاقة بين الدوحة والجزائر شركة اتصالات مهما كان حجمها، لأن البلدين لديهم علاقات استراتيجية قديمة وتقاسم في الرؤى.
قرار مرتقب
قناة النهار
وكانت قناة "النهار" الجزائرية قد ذكرت في وقت سابق أن الرئيس عبد المجيد تبون "انتصر للعمال" وأصدر أمرا بطرد وترحيل المدير العام لشركة الاتصالات القطرية بعد قراره فصل 900 من الموظفين الجزائريين دون سابق إنذار أو أسباب قانونية أو مهنية، كما أن الشركة لا تعاني من أي متاعب مالية، ورقم أعمالها يفوق 1 مليار دولار.
وجاء الموقف الصارم الذي اتخذته الرئاسة الجزائرية وفقا لـ قناة "النهار" بناء على شكوى تلقاها من نقابة شركة أوريدو، كشفوا من خلالها التعسف الذي تتعامل به إدارة الشركة القطرية مع موظفيها، واتخاذها قرارات بطرد الموظفين بشكل ينتهك القانون الجزائري الذي تلتزم به الشركة وقوانين حقوق الإنسان.
وأورد الموظفون في شكواهم أن قرار شركة أوريدو خفض اليد العاملة استهدف الموظفين الجزائريين فقط دون غيرهم من الأجانب، الذين تمنحهم أجورا مضاعفة في المناصب ذاتها التي يعمل فيها جزائريون.
وأوضحت المصادر الإعلامية وفقا لقناة النهار أن مصالح الأمن الجزائرية شرعت صباح أمس الأربعاء في عملية طرد وترحيل المدير العام لشركة أوريدو القطرية نيكولاي بيكرز تنفيذاً لأوامر رئيس البلاد عبد المجيد تبون.