ونقل مراسل "سبوتنيك" بريف إدلب عن مصادر محلية أن قيادة "الحزب الإسلامي التركستاني" أعلنت النفير العام في منطقة جبل الزاوية وجسر الشغور، وطلبت من جميع مسلحي التنظيم رفع الجاهزية والاستعداد والانتشار في منطقة جبل الزاوية وجسر الشغور ومحيط مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الغربي.
وأكدت المصادر أن "هذا الأمر تمت ترجمته على أرض الواقع من خلال قيام مسلحو التنظيم بنقل شحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر والعربات الحربية على اختلاف أنواعها، باتجاه خطوط الدفاع في قرى وبلدات جبل الزاوية، إلى جانب تعزيز الجبهات التي ينتشرون فيها في مدينة جسر الشغور المحاذية لريف اللاذقية الشمالي الشرقي".
وكشفت المصادر أن "أعداد المسلحين الصينيين في منطقة جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي الشرقي تبلغ نحو 4000 مسلح، إلى جانب مسلحين آخرين ينحدرون من جنسيات شيشانية وتركية".
وأضاف المصدر، "فور إتمام الاستعدادات اللازمة، تم التعامل مساء اليوم وعلى مدى ساعتين كاملتين مع الجبهات المذكورة بشكل مباشر ومكثف عبر أكثر من 30 غارة جوية صاعقة للطيران الحربي الروسي السوري المشترك، وأسفرت هذه الغارات عن تدمير الهياكل الدفاعية وعدد من مقرات القيادة ومواقع الانتشار والعربات على اختلاف أنواعها".
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا، ليتخذوا من ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي مقرا لمستوطناتهم مع عائلاتهم التي هاجرت معهم بزعم (الجهاد في سوريا)، واختاروا تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم، إن لم يكن الوحيد.
ويصر "المهاجرون" الصينيون على إبقاء "إماراتهم" في شمال غربي سوريا مغلقة للحفاظ على ما يسمونه "النقاء العرقي"، إلا أن تفاهمات "الحزب التركستاني" مع "هيئة تحرير الشام" تمخضت عن استقبال مسلحين من تنظيم "أنصار التوحيد"، وهو الاسم الأخير لتنظيم (جند الأقصى الداعشي)، في بعض محاور القتال على حدود إمارتهم بريف حماة الشمالي المتداخل مع "أراضيهم"، ضمن مجموعة من الضوابط التي تحافظ على خصوصيتهم وهيمنتهم هناك.