وأوضح السلمي أن فحوى هذه الرسالة أن "أنقرة تعتبر إدلب السورية وطرابلس الليبية مسألة واحدة، ويمكن أن تضغط على روسيا في ليبيا من أجل إدلب والعكس"، مؤكدا أن تركيا "ماضية في استخدام كافة أوراقها؛ لبسط نفوذها في ليبيا".
وعن حقيقة وجود قوى غربية تدعم تحرك تركيا في ليبيا، أشار المحلل السياسي جلال السلمي، إلى أن "بريطانيا وإيطاليا تدعمان تركيا في ليبيا، ولكن بنسب مختلفة، ولكن رغم ذلك تفتقد أنقرة الدعم الغربي الفاعل مقارنة بالمشير خليفة حفتر، الذي يتمتع بدعم واسع من قوى عربية وغربية"، مؤكدا أن تركيا "لا توجد في ليبيا من أجل ليبيا نفسها، فليس لديها مصلحة مباشرة هناك، بل تسعى لضمان حقها في حوض غاز شرق المتوسط عبر ليبيا، في محاولة لصياغة معادلة تضمن حقوقها البحرية" –وفق قوله-.
ومن جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، ناصر زهير، إن "القوى الغربية لن تتعامل مع تصريحات أردوغان حول ليبيا على أنها تضيف شيئا جديدا، لوجود دلائل كثيرة ضد تركيا في ليبيا، قد أعلنت سابقًا، حتى بعد مؤتمر برلين، وهذا ما أشار إليه غسان سلامة"، معتبرا مشكلة ليبيا "تعود لعدم اتفاق القوى الأوروبية فيما بينها، وقد حاولت المستشارة الألمانية، آنغيلا ميركل، تحقيق توافق بين الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء إيطاليا قبل مؤتمر برلين، ولكن بعدها وجدنا تحركات منفردة من الجانبين". وتابع زهير في حديثه مع برنامج "بين السطور"، قائلًا:
رغم تعقد المشهد إلا أن المبعوث الأممي غسان سلامة يصدر تصريحات متفائلة بعيدة عن الواقع، وبالتالي لا أتوقع أن يكون هناك إيجابيات مترتبة على مسار جنيف العسكري، لأن جميع الأطراف متباعدة في أهدافها ومصالحها، ولا يمكن الاتفاق بينها.
وأضاف ناصر زهير، أن "النقطة الوحيدة التي يمكن الاتفاق عليها هي اجتماعات اللجنة الاقتصادية، وآلية توزيع عائدات النفط وإعادة ضخه، غير ذلك لن يكون هناك تقدمًا في المفاوضات، إلا إذا تحولت الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهذا يحتاج إلى جهد كبير".