وحظي الأمير القطري، الأحد الماضي باستقبال حافل، شارك فيه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء عمر الرزاز، وعدد من الشخصيات الوزارية والأميرية في الأردن.
وطرحت الزيارة القطرية تساؤلات مهمة بشأن إمكانية إسهامها في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن منذ سنوات، والتي خلفت أعداد طائلة من العاطلين عن العمل.
الدكتور نضال الطعاني، النائب في البرلمان الأردني، قال إن "زيارة الأمير القطري تميم بن حمد إلى الأردن لم تكن من أجل إنعاش الوضع الاقتصادي في الأردن، بل لزيادة التقارب العربي – العربي".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "من باب المرونة والاعتدال والتوازن والانفتاح على كافة الأشقاء العرب، أتت الزيارة من أجل تتويج العلاقات الأخوية بين البلدين".
وتابع: "الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها الأردن تأتي انعكاسًا للوضع في المنطقة، وللأزمات السياسية التي تعيشها الدول المحيطة من بينها سوريا والعراق وفلسطين والكيان الصهيوني، ولبنان".
وأكد أن "الأردن مع الانفتاح على كافة الدول العربية لحل النزاعات والخلافات جيمعها، ولا تعني العلاقة بين الأردن والدوحة أن يكون هناك تخندق سياسي أو وضع معين".
وأشار إلى أن "الأردن يطمح من خلال علاقاته الدولية إلى تخفيف حدة الوضع الاقتصادي، وإعلان قطر توفير 10 آلاف فرصة عمل جديدة، ربما يسهم في حل جزء بسيط من مشكلة البطالة التي يعيشها الأردنيون".
من جانبها قالت الدكتورة نادية سعد الدين، الباحثة الأردنية في العلوم السياسية، إن "زيارة الأمير القطري للأردن مهمة جدًا، وتأتي في ظل حرص البلدين على تطوير العلاقات في مختلف المجالات".
وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "زيارة الأمير تميم هي الثالثة منذ العام 2011، وتشير إلى وجود توافق سياسي حقيقي بين الجانبين في كثير من قضايا المنطقة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وتأكيد من القيادتين على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، ورفض صريح من البلدين لصفقة القرن الأمريكية".
وتابعت: "الزيارة تأتي في ظل ظروف سياسية صعبة وحساسة ومشهد إقليمي وعربي معقد، وفي وقت تشهد فيه الأردن أزمة اقتصادية غير محمودة وخانقة، ومؤشرات كبيرة على ارتفاع نسب البطالة الوفقر وسوء الأحوال المعيشية للمواطنين".
أما على الجانب الاقتصادي، أشارت سعد الدين، إلى أن "الزيارة لها أهميتها في الشق الاقتصادي، من خلال الإعلان عن وظائف مستحدثة للأردنين في قطر، تزيد عن 10 آلاف فرصة، وذلك بالإضافة إلى الوظائف السابقة التي تم توفيرها، مع ضخ حوالي 35 مليون دولار في صندوق المتقاعدين العسكرييين".
دعم قطري متواصل
بدوره قال جاسم بن ناصر آل ثاني، المحلل السياسي القطري، وعضو اللجنة الأوروبية للقانون الدولي، إن"دولة قطر سبّاقة في دعم الدول العربية الشقيقة بمشاريعها التنمويّة والخاصة بالبنية التحتية والتعليم، وكذلك في جهود الإغاثة من الكوارث".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأردن بلد شقيق وتربطنا به علاقات وثيقة حتى في ظل الأزمة والمقاطعة وتخفيض المستوى الدبلوماسي بين قطر والأردن، والذي لم يثن الحكومة القطرية عن تقديم الدعم المالي في أزمتهم الاقتصادية قبل سنتين".
وتابع: "ما زالت قطر تنتهج السياسة نفسها دون أن تتأثّر بالمتغيّرات على الساحة السياسية، فيما يتعلق بالدعم والمساندة للمساهمة في معيشهة أفضل وخلق مزيد من الوظائف في كثير من دول العالم كواجب ديني وإنساني".
زيارة قطرية
كما وجه أمير قطر بدعم صندوق التقاعد العسكري بمبلغ 30 مليون دولار أمريكي، وذلك حسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".
وركزت المباحثات، بين الجانبين، على العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى آخر تطورات الأوضاع في المنطقة. وأكد أمير قطر وملك الأردن على أهمية تفعيل اللجنة العليا القطرية الأردنية المشتركة، وعلى تعزيز التعاون المشترك وبالأخص في مجالات الطاقة والبنية التحتية، والتعليم العالي، إضافة إلى تبادل الخبرات والتدريب ضمن التحضيرات لبطولة كأس العالم قطر 2022.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن الأردن، استعادة العلاقات مع قطر بشكل كامل، وذلك بعد عامين من سحب سفيرها لدى الدوحة.
وخفضت عمّان مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى قطر في يونيو/ حزيران 2017، وذلك بعد أيام من قرار السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطع جميع العلاقات مع قطر واتهامها إياها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.