روسيا تقدم نموذجا مبسطا لحل مشكلة الطاقة الكهربائية في بعض الدول العربية... فيديو

أعلنت مجموعة شركات "هيفيل" الروسية أنها قامت ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في جمهورية باشكيريا (جنوبي روسيا)، كما واستعرضت إمكاناتها الحديثة في تخزين الطاقة الصناعية بطريقة فريدة من نوعها عالميا.
Sputnik

وتم تجهيز محطة "Burzyanskaya SES" بسعة إجمالية قدرها 10 ميغاوات مع نظام تخزين الطاقة الكهربائية بسعة إجمالية قدرها 8 ميغاوات، وتتألف المحطة من منشأة توليد مؤتمتة بالكامل ومصممة للعمل بالتوازي مع الشبكة الكهربائية وفي الحالات الطبيعية.

وقال إيغور شاخراي المدير العام  للمجموعة "هذا مشروع فريد من نوعه، ليس فقط بالنسبة لروسيا، ولكن أيضًا بالنسبة لأوروبا والعالم، حيث يتم استخدام أجهزة التخزين الصناعية بهذه السعة لأول مرة في محطات الطاقة الشمسية، نحن نوفر الآن 80٪ من احتياجنا للطاقة التوليدية في مكان ما".

وسيوفر الجيل الجديد إمدادًا بالطاقة دون انقطاع للمنطقة بأكملها، وفي حالات الطوارئ أو أعمال الإصلاح على خط الكهرباء ، سيعمل بشكل مستقل لمدة تصل إلى 6 ساعات متواصلة، ويوفر الكهرباء للمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال والمرافق الاجتماعية الأخرى.

تخطط الشركة أيضًا لبناء أربعة محطات أخرى لتوليد الطاقة الشمسية في باشكيريا بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 100 ميغاوات في مقاطعتي خيبولينسكي وكويورجازينسكي.

وقدمت الشركة نموذجا واضحا يمثل الحل الجذري للدول العربية التي تعاني من مشاكل في ما يخص تأمين احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، ونخص بالذكر بعض الدول العربية كسوريا ولبنان والأردن، التي تعاني بشكل دائم في هذا المجال، فبشكيريا جمهورية صغيرة تقع جنوبي روسيا، بمساحة تقدر بـ 143,600 كم مربع، استطاعت أن تلبي أغلب احتياجاتها الكهربائية بمشروع طاقة بسيط وغير مكلف من وجهة نظر استراتيجية.

مجلس الوزراء السعودي يوافق على انضمام المملكة إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية

سوريا على سبيل المثال تتفوق قليلا على بشكيريا من حيث الرقعة الجغرافية، بمساحة تصل إلى 185,180 كم مربع، يبلغ إنتاجها من الطاقة حاليا 5600 ميغاواط، أي في حال الاستثمار الحقيقي في المساحات الخالية في سوريا والمتعرضة لأشعة الشمس على مدار العام تقريبا، بإمكانها مضاعفة إنتاجها من الطاقة ببناء 56 محطة مماثلة.

أما لبنان الذي لا تتجاوز مساحته 10,452 كم مربع حاجته القصوى لا تزيد عن 2350 ميغاواط وفق تقرير نشرته صحيفة "مرصد المستقبل" في آذار/ مارس الماضي، فيعد الاستثمار في مجال الطاقات المستدامة مشروعا رابحا له، فالاستثمار في مجال الطاقات البديلة سيعطي لبنان فرصة كبيرة لتقليص الديون المتراكمة مع الزمن، وتنفيذ مشاريع استراتيجية كهذه سيكون حلا مثاليا لمشكلة عدم استقرار التيار الكهربائي التي تعاني منها المدن اللبنانية.

وسيكتفي أهالي قطاع غزة والضفة الغربية بمحطة طاقة شمسية واحدة مشابهة لـ"Burzyanskaya SES" لتغطية احتياجاتها التي تبلغ 80 ميغاواط، التي تستوردها من الأردن، ولكن الأردن بدوره يملك مساحة تقدر بـ 89,342 كم مربع ينتج حوالي 3245 ميغاواط، سيضاعف هذا الرقم من خلال الاستثمار في المساحات الكبيرة نسبيا الغير مأهولة شرقي البلاد.

لا شك أن العالم يتجه بشكل واضح باتجاه الطاقات البديلة المتجددة، فبالإضافة لميزات هذه المشاريع كونها صديقة للبيئة، يمكن للدول الغير مستقرة اقتصاديا في الشرق الأوسط والعالم العربي، التعويل عليها بشكل كبير، وتكريس المجهود الاقتصادي في قطاعات خدمية أخرى، من شأنها تدعيم النشاط الاقتصادي لهذه البلدان.

مناقشة