ويؤكد طبيب الأمراض الجلدية، أنيل بوده رجا، أن الضغوطات اليومية يمكن أن تنعكس أيضا في بشرتك، مما يؤدي إلى تفاقم أمراض عديدة، منها حب الشباب والصدفية والأكزيما وحتى ترقق الشعر، بحسب صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.
ويوضح أن "الإجهاد يسبب تغييرا في كيمياء المخ والجسم وله تأثير كبير على بشرتنا"، واصفا العملية بأنها "اتصال جلد المخ".
وعن كيفية تأثير التوتر والقلق على الجلد والبشرة، يشرح الدكتور رجا أن نظام الغدد الصماء يفرز الهرمونات، وعندما يؤدي كل شيء وظيفته كما يجب، فإن هذا يسمح للجسم بالعمل كـ"آلة مزيتة" بشكل جيد، بحسب تعبيره.
وتابع: "لكن عندما يتعرض ذلك النظام لعوامل خارجية مثل الإجهاد، فإن هذا يؤدي إلى خلل، يتمثل في إنتاج الجسم لنسب زائدة من الكورتيزول، الذي يشار إليه باسم "هرمون الإجهاد"، وهو الذي يفسد كل شيء، بداية من جهاز المناعة حتى ضغط الدم".
وحذر الدكتور رجا من أن الإجهاد يزيد من إنتاج الكورتيزول بواسطة الغدد الكظرية، ما يسبب نشاطا متزايدا في الغدة الدهنية، لتنتج المزيد من الزيوت والدهون بالجسم، والتي تظهر في صور عدة، منها "حب الشباب" وزيادة حساسية البشرة، كما أن "الكورتيزول" يضعف الجهاز المناعي للجلد، ما يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، الذي يتجلى في صورة التجاعيد وأمراض "الأكزيما" و"الوردية" و"الصدفية".
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة أجريت في عام 2015 بشأن آثار الإجهاد كعامل مسبب لمرض الصدفية، أن نحو نصف المشاركين قالوا إن تجربتهم الأولى مع الصدفية جاءت خلال مرورهم بفترة عصيبة في حياتهم، بينما قال 63% إن أعراضهم تزداد سوءا عندما يشعرون بقلق، أو عندما يكونون تحت الضغط النفسي.
كما وجدت دراسة منفصلة، أجرتها طالبات يدرسون الطب في عام 2017، أن 74% من المشاركين قالوا إن القلق والاجهاد وراء تفاقم حب الشباب لديهم.
خطوات للعلاج
لحسن الحظ، فإن الأطباء يؤكدون أن الكثير من الأضرار التي تصيب الجلد بفعل الإجهاد يمكن تخفيفها وعلاجها، من خلال تناول نظام غذائي صحي متوازن، وحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية باستخدام عامل واقي من حرارة الشمس قوي، واستعمال مرطب يحتوي على مكونات مضادة لالتهابات كالاحمرار والتقشر والحكة.
كذلك ينصح الدكتور أنيل بوده رجا، أي شخص مصاب ببشرة مشدودة باستعمال منتجات تحتوي على مواد مهدئة، مثل الألوا فيرا، والبابونج، ودقيق الشوفان، وخلاصة إكليل الجبل، والنياكيناميد الذي يستعيد سطح الجلد ضد فقدان الرطوبة والجفاف.
أيضا يمكن إدارة مستويات التوتر والقلق، باستخدام تقنيات تخفيف التوتر، مثل اليوغا والتأمل، واتباع روتين نوم جيد، يتمثل في التواجد في غرفة مظلمة بدون شاشات ساطعة، قبل ساعة من النوم، مع ضرورة التعود على الاستيقاظ في موعد ثابث كل يوم.