القاهرة – سبوتنيك. وقال رسلان، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "الاتفاق الذي وقعت عليه مصر منفردة بالأحرف الأولى لا يحمل قيمة قانونية، ولكنه يثبت حسن نية المفاوض المصري وقوة موقفه، كما أن البيان الإثيوبي الذي صدر بالأمس ليس سوى رد فعل انفعالي، وجعلها دولة تتحدى الأعراف الدولية والقانون الدولي".
ونفى رسلان ما يتردد عن انحياز أمريكا لإثيوبيا في المفاوضات موضحا: "هناك تصورات حول انحياز الموقف الأمريكي لإثيوبيا، ولكن ما جرى حتى الآن خلال المفاوضات لا يعبر عن انحياز لإثيوبيا، كذلك البيانات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية لا تعبر عن انحياز، خاصة البيان الأخير لوزارة الخزانة والذي نص على عدم جواز بدء ملء خزان سد النهضة دون اتفاق. هذه المواقف وغيرها لا توحي بانحياز للجانب الإثيوبي".
وحول الموقف السوداني، قال رسلان: "الموقف السوداني في ظل البشير كان منحازا ضد مصر، وذلك لارتباط نظام البشير بأحلاف إقليمية مناوئة لمصر، وحاليا وزير الري السوداني كان أحد أعضاء وفد السودان للتفاوض في ظل البشير، لذا لم يطرأ تغيير على الموقف السوداني".
وتحدث رسلان عن الخيارات المصرية قائلا: "مصر أكدت في بيانها أن كل أجهزة الدولة المصرية تولي اهتماما بالأمر، ولا تستثني أي وسيلة للدفاع عن حقوقها، ولكن لا أظن أن الوقت ملائم حاليا للحديث عن مواجهات، مصر موقفها قوي ومتوازن وتوقيعها على الاتفاق كان رسالة جيدة بأن خياراتها حتى الآن هي الحوار والتفاوض والقانون، وأعتقد أن الجانب الأميركي الراعي للمفاوضات يجب أن يكون له رد على التطورات الأخيرة، وأظن أن مصر تنتظر هذا الرد لتبني عليه مواقفها وخياراتها".
ووقعت مصر فجر أمس السبت منفردة بالأحرف الأولى على اتفاق سد النهضة، يشمل قواعد ملء وتشغيل السد.
وأكد بيان صادر عن الخارجية المصرية أن مشاركة مصر في الاجتماع الذي دعت إليه الولايات المتحدة يومي 27 و28 شباط/ فبراير (2019) جاءت من أجل التوصل لاتفاق نهائي حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وتنفيذاً للالتزامات الواردة في اتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا في 23 آذار/ مارس 2015، وفيما أشاد البيان بدور كلا من أميركا والبنك الدولي في رعاية المفاوضات، أبدى أسفه إزاء غياب أثيوبيا عن الاجتماع.
وأكد البيان إيلاء كافة أجهزة الدولة المصرية قضية سد النهضة الاهتمام البالغ الذي يستحقه في إطار اضطلاعها بمسئولياتها الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله بكافة الوسائل المتاحة.
من جانبها أصدرت إثيوبيا بيانا أمس السبت أعلنت فيه رفضها الاتفاق وعزمها بدء عملية ملء خزان السد بالتوازي مع عملية بناء السد.
فيما أصدرت وزارة الري السودانية بيانا أكدت فيه على التزام السودان بعملية التفاوض لأجل الوصول إلى اتفاق شامل لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما يحفظ مصالح الدول الثلاث، وضرورة التوصل لاتفاق شامل يتضمن تشغيلاً آمناً لسد النهضة وذلك قبل بدء عملية الملء الأول للسد، وجدد التزام السودان بالعمل على انجاز اتفاق شامل لملء وتشغيل السد.
كان اجتماع سابق لمفاوضات سد النهضة قد انتهى في واشنطن في 14 شباط/ فبراير الجاري، على أن تطرح واشنطن اتفاقا نهائيا على مصر وإثيوبيا والسودان في اجتماع جديد نهاية الشهر، وهو الاجتماع الذي أعلنت إثيوبيا عدم المشاركة فيه قبل وقت قصير من انعقاده.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم 16 كانون الثاني/ يناير، في بيان، التوصل لاتفاق مبدأي بين كلا من مصر والسودان وإثيوبيا لملء خزان سد النهضة على مراحل مع مراعاة تخفيف الأضرار على دول المصب، على أن تعود المفاوضات للانعقاد يومي 28 و29 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأعلنت مصر، بوقت سابق من 2019، وصول مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا إلى طريق مسدود، داعية إلى الاستعانة بالولايات المتحدة كوسيط، ولتي دعت بدورها لاجتماع في واشنطن في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واتفق خلاله على عقد أربع اجتماعات بحضور أميركي وتمثيل للبنك الدولي بهدف الوصل لاتفاق بين الدول الثلاث.