وقال ممثل المجموعة، سليمان الجدي، في مؤتمر صحفي: "اتخذنا إجراءات قانونية في مواجهة وكالات السفر بالخرطوم. تقدمنا بطلب لرئيس القضاء السوداني لملاحقة شركة بلاك شيلد الإماراتية وفقًا للقانون الدولي".
ونقلت صحيفة "سودان تربيون" عن الجدي، قوله إن المأساة التي واجهها الشباب السوداني تندرج ضمن مواد الجرائم العابرة للحدود. ومع ذلك فلم يكشف عن طبيعة الإجراء المتخذ أمام النيابة السودانية.
وفي التاسع والعشرين من يناير/ كانون الثاني، بحث مجلس الوزراء السوداني أزمة المتعاقدين السودانيين مع شركة "بلاك شيلد" الإماراتية، عقب احتجاجات متواصلة لأسرهم في الخرطوم.
وكشف وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، فيصل صالح، آنذاك، عن تشكيل بلاده غرفة عمليات لمتابعة قضية الشباب المتعاقدين مع شركة "بلاك شيلد" الإماراتية للخدمات الأمنية.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن صالح، قوله إن الغرفة ضمت ممثلين للجهات ذات الصلة بالقضية، وراجعت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عقود السودانيين المتعاقدين مع "بلاك شيلد"، وخلصت إلى أنها امتثلت لكافة الإجراءات القانونية المعتادة.
وقال: "هؤلاء الشباب وقعوا على العقود، وذهبوا إلى دولة الإمارات، وهناك عرضت عليهم الشركة عقدين مختلفين، أحدهما كحراس أمن للعمل في الإمارات، والآخر للعمل كرجال حراسة في مناطق نفطية خارج الإمارات منها ليبيا".
وأوضح الوزير أن بعض الشباب وافق على العمل خارج الإمارات فيما فضل البعض البقاء، لكن أجهزة الدولة السودانية تلقت شكاوى من بعض الأسر تفيد بفقدان التواصل مع أبنائها، مشيرًا إلى عودة عدد من هؤلاء الشباب إلى السودان.
وأضاف أن السلطات السودانية تواصلت مع نظيرتها الإماراتية عبر وزارة الخارجية، بالإضافة للتواصل مع الشركة ووكالات الاستقدام لمراجعة العقود، مؤكدًا "سيتم إنجلاء الأمر قريبًا".
واحتج مئات من ذوي الشباب أمام وزارة الخارجية على إرسال أبنائهم إلى ليبيا. ووفقًا لوكالة "فرانس برس" اعتبرت الأسر ما حدث للشباب "استدراج" للقتال في ليبيا واليمن، مشيرة إلى أن المحتجين رفعوا شعارات مثل "أولادنا ليسوا للبيع" و"أعيدوا لنا أولادنا".
وقالت الأمم المتحدة إن خمس مجموعات سودانية مسلحة، وأربع مجموعات تشادية، تشارك بآلاف المسلحين في القتال الدائر في ليبيا، وأكد تقرير آخر للمنظمة مطلع يناير/ كانون الثاني، مشاركة مجموعات عربية من إقليم دارفور كمرتزقة في ليبيا.
ووفقًا لـ"سودان تربيون"، فإن مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، أظهرت مجموعة من السودانيين يستعدون لمغادرة مدينة "راس لانوف" الليبية، على متن طائرة تحمل 275 سودانيًا في طريق عودتهم إلى الخرطوم، بعد تزايد حدة الاحتجاجات على إرسالهم.
من جانبها قالت "بلاك شيلد" الإماراتية إنها شركة حراسات أمنية خاصة، وتنفي جميع الادعاءات المتعلقة بخداع العاملين لديها بخصوص طبيعة العمل أو نظامه أو موقعه.