ونشأت حالة الاستغراب هذه، نظرا للزحام والبساطة المعروفة عن الشعب المصري... فهل تخفي مصر أعداد الإصابات بكورونا؟
قال الدكتور أحمد السنوسي، أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة لـ"سبوتنيك"، إنه "بعد ظهور الكورونا في بلدة ووهان الصينية وانتشاره في الدول المجاورة وبشكل خاص دول آسيا، بدأت دول منطقة الشرق الأوسط والتي شملت مصر وما حولها في أخذ الاحتياطيات والمحاذير، التي لها علاقة بحماية الأفراد والمواطنين".
وتابع أستاذ علم الفيروسات، أنه "قد ظهرت العدوى المباشرة بكورونا في هذه الدول قبل الإعلان رسميا عن المرض، واعتقد أنه كانت هناك إصابات في تلك البلدان سابقة على الإعلان الرسمي في الصين، وكانوا في فترة حضانة العدوى والتي تصل إلى إسبوعين أو ثلاثة أو أكثر قليلا، حيث كانت هناك أعداد غير قليلة كانت مصابة بالفعل قبل معرفة المرض".
حاملو العدوى
وأضاف السنوسي، قبل الإعلان عن المرض واتخاذ المحاذير كان هناك أعداد كبيرة من حاملي المرض انتشروا بشكل طبيعي في دول العالم، دون أن يشعر بهم أحد، لذا انتشرت العدوى قبل الإعلان عن المرض وهذه كانت أحد العوامل الكبيرة.
وأشار أستاذ علم الفيروسات المصري إلى أن حديث بعض وسائل الإعلام عن تعتيم مصري على إصابات كورونا أمر مستغرب، لأن أعراض المرض ونتائجه لا يمكن إخفاؤها، والفيروس ليس سهلا وهو جديد ولم تعرفه البشرية من قبل، وبالتالي لو كانت هناك حالات إصابة كبيرة في مصر كما يصوره البعض لانتشر الوباء بصورة كبيرة لا يمكن إخفاؤها وبشكل مخيف، نظرا لقلة خبرة الأفراد والمواطنين البسطاء في الدولة حول عمليات الوقاية والاحتراز.
وأكد السنوسي "أنه رغم ما يقال عن خطورتها إلا أن فيروسات الكورونا بشكل عام هى فيروسات هشة، ويمكن القضاء عليها في حال حدوث دفء في درجة الحرارة واستخدام بعض المطهرات العادية، والكثير من المصريين منذ انتشار المرض أصبح لديهم وعي، لأنه لو انتشر الفيروس في مجتمع لم يأخذ التحصينات والتطعيمات الكافية في ظل عدم وجود علاج لكورونا، ستكون هناك كارثة".
المصل واللقاح
ومن جانبه، قال الدكتور محمد ربيع، الرئيس السابق لهيئة المصل واللقاح المصرية لـ"سبوتنيك"، إنه "لا تستطيع أي دولة في العالم الجزم بأنها خالية من مرض كورونا، وبالنسبة لمصر فإن لها وضعها في هذا المجال، حيث توجد لدينا الشركة القابضة للمصل واللقاح والتي تعد واحدة من 44 شركة فقط حول العالم، أي أن تلك الصناعة غير متواجدة إلا في 44 دولة من بينهم مصر".
وأكد ربيع أن هناك فيروسات أخرى حصدت آلاف الأرواح وتفوقت على كورونا في أعداد الوفيات، وبنظرة بسيطة إلى الإحصاءات والأبحاث نجد أن الانفلونزا تحصد حالات وفاة بشرية أكثر من كورونا.
وسبق أن اعتبرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، أن الشعب الصيني يواجه بقوة الأزمات والتحديات التي تتمثل في انتشار فيروس كورونا. وكتبت زايد، على "تويتر"، اليوم الثلاثاء: "رأيت بعيني كيف تصنع من أقسى التحديات وأشرس المعارك فرصة حقيقية لمزيد من النجاح والقوة... إنه الشعب الصيني".
فيروسات إلكترونية
وقالت في تدوينة أخرى: "تعلمت كيف لشعب أن يضعف أقوى الفيروسات المرضية بسلاح الالتزام، وكيف لشعب أن يحول أضعف الفيروسات الإلكترونية لوباء مدمر بسلاح اللاوعي".
وقالت وزيرة الصحة المصرية، في مؤتمر صحفي، أمس الاثنين، إنها سلمت هدية الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ورسالة تضامن مصر مع الشعب الصيني في مواجهة فيروس كورونا، بمقر السفارة المصرية في بكين.
وتسلمت الصين من مصر، اليوم الثلاثاء، هدايا للوقاية من فيروس كورونا المستجد، هي عبارة عن شحنة من المستلزمات الطبية والوقائية.
وشارك الحساب الرسمي للمتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، عبر موقع "فيسبوك"، صورا لشحنة المستلزمات الطبية والوقائية فور وصولها إلى مطار بكين الدولي، والتي أسمتها "هدية مصر للشعب الصيني".
كما شارك الحساب صورا للقائم بأعمال وزير الصحة الصيني، وهو يسلم وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، الوثائق الفنية المشتركة لكل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الصينية عن سياسات مكافحة "كورونا"، بالإضافة إلى هدية تذكارية.
وخضعت وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، والوفد المرافق لها، لعملية الفحص والإجراءات الوقائية فور وصولها مطار بكين، أمس الاثنين، بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية.
وبلغ عدد المصابين بالفيروس على الصعيد العالمي 91313 شخصا، توفي منهم 3117 شخصا، فيما شفي حتى الآن 48124 شخصا، وفقا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أمس الاثنين.
وكانت بداية ظهور الفيروس، في مدينة ووهان الصينية، في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانتشر بعدها في عشرات الدول حول العالم، منها دول أوروبية بينها ألمانيا، التي وصل عدد المصابين فيها إلى 150 مصابا.
وصنفت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، "فيروس كورونا المستجد"، وباء، وأعلنت "حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي".