وقال تقرير لشبكة "سي إن إن" إن النشاط الاقتصادي الصيني تراجع على الصعد كافة خلال فبراير/ شباط الماضي، حيث عانت الشركات من أجل إعادة فتح أبوابها واستئناف العمل، وفقًا لما أظهرته مسوحات رسمية.
وسجل مؤشر "كايكسين" لمديري المشتريات انخفاض إلى 26.5 نقطة خلال الشهر الماضي، من 51.8 نقطة في يناير/ كانون الثاني، وهي أدنى قراءة للمؤشر على الإطلاق. تشير القراءة أقل من 50 إلى انكماش، وأكثر من 50 إلى النمو.
ويقيس مؤشر مديري المشتريات نشاط الشركات والأعمال التجارية ويعكس توقعات قادة الأعمال لأداء الأنشطة والطلب على المدى القصير.
هذه البيانات -تتعقب في الغالب نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة- وتأتي متطابقة إلى حد كبير مع مسح حكومي للشركات المملوكة للدولة بشكل أساسي في قطاع الخدمات والذي صدر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما شهدت المصانع الصينية أسوأ شهر لها على الإطلاق في فبراير/ شباط، وفقًا لبيانات الحكومة وCaixin، حيث تواجه الشركات عمليات إغلاق ممتدة لاحتواء الفيروس، أو تكافح لإيجاد العمال بسبب قيود السفر.
وانكمش نشاط المصانع في الصين بوتيرة قياسية، خلال الشهر الماضي، في إشارة تعكس عمق تأثير انتشار فيروس كورونا الجديد القاتل على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال مكتب الإحصاءات الوطني في الصين، السبت، إن مؤشر مديري المشتريات الرسمي انخفض إلى مستوى غير مسبوق عند 35.7 نقطة في فبراير/ شباط، من 50 نقطة في يناير/ كانون الثاني. وذلك أقل بكثير من توقعات المحللين التي أوردتها وكالة "رويترز" سابقًا عند 46 نقطة.
وأعلنت السلطات الصينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد إلى 80 ألفا و270 حالة، وشفاء 49856 منذ تفشي المرض في البلاد.
وقالت لجنة الصحة الوطنية بالصين، تم تسجيل خلال الـ 24 الساعة الماضية 38 وفاة جديدة حيث ارتفع عدد الوفيات إلى 2981، كما ارتفع عدد الإصابات بالفيروس إلى 80 ألف و270 حالة، وشفاء 49856 حالة بعد العلاج".
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا خارج الأراضي الصينية إلى أكثر من 10 آلاف.
وقالت المنظمة في بيان: "تم تسجيل خلال الـ24 الساعة الأخيرة 1792 إصابة جديدة بفيروس كورونا خارج الأراضي الصينية، وبهذا يصل عدد المصابين 10566 في 72 دولة، وعدد الوفيات ارتفع إلى 166 حالة، منها (37 حالة وفاة خلال الـ24 الساعة الأخيرة".
وقال ريموند يونغ كبير الاقتصاديين لدى "إيه إن زد" إن "تفشي الفيروس وضع الحكومة في موقف صعب، فمن ناحية، تعد سياسة الإغلاق هي أفضل وسيلة لاحتواء انتشار الفيروس، ومن ناحية أخرى، تعيق التدابير الصحية النشاط الاقتصادي".
من جانبه قال كبير الاقتصاديين لدى مجموعة "ماكواري" لاري هو: "من المحتمل أن تعلن الحكومة عن نمو سلبي في الربع الأول، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ نهاية الثورة الثقافية".
وتقلص الاقتصاد الصيني بنسبة 1.6% في عام 1976، بعد وفاة زعيم الحزب الشيوعي ماو تسي تونغ وانتهاء فترة طويلة من الاضطراب الاجتماعي والسياسي في البلاد.
منذ ذلك الحين، ازدهرت الصين، ونما اقتصادها بمعدل سنوي متوسط قدره 9.4% بين عامي 1978 و2018 بعدما شرعت في سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية.
على جانب آخر، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جيورجيفا، اليوم الأربعاء، إن تفشي فيروس كورونا يشكل تهديدا خطيرا على الاقتصاد العالمي.
وأضافت جيورجيفا، في مؤتمر صحفي، أن "النمو العالمي في 2020 سينخفض لمستويات أقل من العام الماضي طالما استمر تفشي فيروس كورونا. وأوضحت أن "الدول الـ 189 الأعضاء في صندوق النقد ملتزمة بتحرك منسق لمحاربة كورونا".
وتابعت قائلة: "تفشي فيروس كورونا يتطلب آلية منسقة للرد. النظام المالي العالمي أكثر متانة إلى حد كبير مما كان قبل الأزمة المالية 2008-2009". وأكدت على "ضرورة أن تكون هناك سيولة مالية كافية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا".