هل يتحدى المتظاهرون العراقيون"كورونا" ويصرون على البقاء في الساحات؟

رغم الانتشار السريع لوباء كورونا حول العالم وظهور عدد من حالات الإصابة في المحافظات العراقية، وتعليق الحكومة للدراسة، إلا أن التجمعات الجماهيرية المطالبة بالتغيير ما زالت باقية في الساحات والميادين. فهل يبقى المتظاهرون في الشارع مع تفاقم انتشار المرض... أم يعودوا إلى منازلهم ويجربوا طرقا بديلة للاحتجاج؟.
Sputnik

-قال علي عزيز عضو اللجنة السياسية المنظمة لتظاهرات العراق لـ"سبوتنيك": "إن التحذيرات من انتشار فيروس كورونا بين المتظاهرين في ساحات التظاهر والاعتصام لا تمثل أي أهمية بالنسبة للمتظاهرين، فليس هناك ما يخشونه بعد كل ما حدث خلال الفترة الماضية".

مفاجأة في بيان الصحة العراقية بشأن وفاة رجل في السليمانية بسبب "كورونا"
وأضاف عضو اللجنة السياسية: "لقد صرنا اليوم نؤمن بشيء واحد، وهو أن الموت والحياة أصبحا وجهان لعملة واحدة، فلم يعد لدينا اليوم ما نخسره بعد أن ضاعت الحياة وانعدم مستقبل أطفالنا، وأصبح كل العالم مجهول، لذا نحن البلد الوحيد اليوم الذي لا يخاف من كورونا، بل على العكس تزيد من تجمعاتنا ومليونياتنا الحاشدة".

وأكد عزيز أن الحكومات المتعاقبة من بعد الاحتلال "أخطر وأشد فتكا بالعراقيين من كورونا وأي أوبئة أخرى، لذلك نحن البلد الوحيد الذي أعلن من وسط التظاهرات في ساحة التحرير بأننا لا نخشى كورونا، وهمنا الوحيد هو تطهير العراق من الفساد".

ومن جانبه قال رعد هاشم المحلل السياسي العراقي لـ"سبوتنيك"، دأبت الحكومة العراقية منذ بدأت التظاهرات على اختلاق الذرائع الواهية لأجل تفريق التظاهرات وليس أقلها استخدام السلاح والذخيرة الحية، لأنها ترى في التظاهرات منهجا معادي لها في الكثير من التوجهات ومسالة بقائها وتواجدها على الساحة.

أما بالنسبة لتأثير كورونا على اعتصامات وتجمعات المحتجين في الميادين والساحات قال المحلل السياسي، ربما يقلص انتشار المرض من حجم التظاهرات العلنية في الساحات والميادين، لكن مظاهر الاحتجاج فقط لا تقتصر على التظاهر في الساحات وهناك مظاهر أخرى كثيرة.

قالت الدكتورة آلاء المصطاف الناشطة المدنية العراقية لـ"سبوتنيك"، ما واجهه العراقيون طوال الأشهر الخمسة الماضية من قتل وتنكيل وغيره، هو أشد فتكا لعشرات المرات من كورونا.

وأكدت الناشطة المدنية أن كورونا لن يكون لها أي تأثير على المظاهرات التي بدأها الشباب منذ خمسة أشهر، بل إن تعطيل الدوام بالجامعات والمدارس يعد دافعا إضافيا، بتواجدهم في الساحات وزيادة العزيمة والإصرار ورفع الشباب شعار"ألف كمامة ولا عمامة".

وأشارت المصطاف إلى أن الشباب العراقي اليوم "لم يعد يرهبهم أو يثنيهم عن مطالبهم التي ضحوا من أجلها أي شىء حتى "كورونا"، حيث يرى الشباب أنهم خرجوا من أجل مطالب تحقق بعضها وسوف يسيرون في الطريق إلى النهاية، وأعتقد أن احتفالنا بالنصر سيكون قريب جدا".

العراق... تسجيل خمس حالات إصابة جديدة بفيروس "كورونا"
وأوضحت الناشطة المدنية أن المتظاهرين ليس لهم أي خلاف شخصي مع توفيق علاوي، لكن بدأ الخلاف بعد قبوله للتكليف في هذا التوقيت، لأن علاوي لا تنطبق عليه أي من المعايير التي وضعها الشارع للشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة الجديدة في المرحلة الانتقالية، واعتذاره عن التكليف أمر مثير لحفيظة الشارع، من المفترض أن يكون الاعتذار وقت التكليف، أما خطابه الأخير الموجه للشعب فهو خطاب فشل تمرير الحكومة، وأي تشكيل جديد للحكومة بهذا الشكل سوف يفشل، هدفنا الحالي حل البرلمان الذي لم يعد له أي أهمية.

واندلعت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العاصمة بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في أكبر ثورة شعبية يشهدها العراق منذ الاجتياح الأمريكي وإسقاط النظام السابق الذي كان يترأسه صدام حسين، عام 2003.

ويرفض المتظاهرون العراقيون التخلي عن ساحات الاحتجاج التي نصبوا فيها سرادقات عديدة للمبيت على مدار 24 ساعة يوميا وفي ظل التحذيرات من انتشار مرض كورونا بينهم، لحين تلبية المطالب كاملة، بمحاكمة المتورطين بقتل المتظاهرين، وسراق المال العام، وتعيين رئيس حكومة جديد من خارج الأحزاب، والعملية السياسية برمتها.

وعلى الرغم من استطاعة المتظاهرين في العراق، إقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي واعتذار محمد توفيق علاوي عن تشكيل الحكومة، إلا أنهم يصرون على حل البرلمان، وتعديل الدستور، بإلغاء المحاصصة الطائفية، وإقامة انتخابات مبكرة لاختيار مرشح يقدم من الشعب حصرا.

مناقشة