وقالت مديرة قسم الطوارئ في مستشفى ووهان المركزي، آي فين، في تصريحات لمجلة "الشعب" الصينية، إنها نشرت صورة لتقرير تشخيصي على منصة "ويشات" في الثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول، تُظهر أن مريضًا أصيب بعدوى التهاب رئوي تسبب فيه أحد فيروسات كورونا ويشبه "سارس".
وترى الطبيبة أن السلطات الصحية المحلية في ووهان، التي تعد مركز ظهور وانتشار مرض "كوفيد 19" أضاعت فرصة لإصدار تحذير مبكر حول تفشي الفيروس الجديد الذي أصاب أكثر من 117 ألف شخص وتسبب في وفاة 4200 شخص آخرين على مستوى العالم.
بعد نشر المجلة للمقابلة على حسابها بمنصة "ويشات"، حذفته في وقت لاحق، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورونيغ بوست" التي نقلت تفاصيل اللقاء، ما أثار غضب رواد التواصل الاجتماعي في الصين ودفعهم لإعادة نشر الحوار على المنصة مجددًا. المجلة مملوكة للحكومة.
في المقابلة، قالت آي إنها شاركت في البداية تقرير التشخيص مع مجموعة مراسلة على "ويشات"، وقام أعضاء المجموعة بنشره. وأوضحت أن التقرير أثار قلقها لأن العدوى بدت مشابهة لـ"سارس".
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أصاب "سارس" أو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة 8 آلاف شخص وتسبب في مقتل 800 آخرين، قبل 17 عامًا.
وقالت آي للمجلة
إنها نبهت مركز الخدمات الصحية المجتمعية بالمستشفى وقسم مكافحة الأمراض المعدية على الفور، مضيفة: "لقد أمسكت بمدير قسم الجهاز التنفسي في المستشفى، الذي صادف أنه يمر بمكتبي، وأخبرته أن أحد مرضاه تأكد أنه مصاب بفيروس شبيه بسارس".
كان من بين الذين نشروا تقرير آي، طبيب العيون لي وين ليانغ، البالغ من العمر 34 عامًا، والذي كان من بين أوائل من حذروا بشأن الفيروس الجديد، وتم توبيخه من قبل الأمن العام بدعوى نشر الشائعات، وفقًا لـ"ساوث تشاينا مورونيغ بوست".
وتوفي ليانغ الذي عمل كطبيب عيون في مستشفى ووهان المركزي، في السادس من فبراير/ شباط، متأثرا بإصابته بالفيروس القاتل الذي كان أول المحذرين منه، الأمر الذي تسبب في حالة من الاستياء ودفع السلطات إلى التحقيق في تحذيرات الطبيب.
وفقًا لمجلة "الشعب"، قالت آي إن رؤساءها أخبروها بأن لجنة الصحة في ووهان أصدرت توجيهات مفادها أن العاملين في المجال الطبي لم يكشفوا عن أي شيء عن الفيروس، أو عن المرض الذي تسبب فيه، لتجنب إثارة حالة من الذعر.
بعد يومين من تحذيرات آي، تم تعنيفها من قبل إدارة الإشراف لنشرها شائعات، في إشارة إلى التقرير الذي نشرته على الإنترنت، وطُلب منها إخطار جميع العاملين في إدارتها بعدم كشف أي تفاصيل عن المرض ولا حتى لأزواجهم.
وقالت آي إن الممرضة هو زيوي، أصيبت بعد أسبوع، وفي حين تم الإشارة في تقريرها التشخيصي إلى التهاب رئوي فيروسي، غيرت المستشفى التشخيص إلى إصابتها بـ"عدوى".
في يوم رأس السنة، تم إغلاق سوق للمأكولات البحرية بالقرب من المستشفى، والذي يعتقد أنه المكان الذي ظهر فيه الفيروس لأول مرة، لكن آي تؤكد أنها لاحظت تدفق المصابون بالالتهاب الرئوي قبل أسابيع من تأكيد المسؤولين انتقال الفيروس من شخص إلى آخر.
في البداية، كان هؤلاء المرضى على تواصل مع أشخاص في السوق، ولكن بمرور الأيام، ظهرت المزيد من الحالات الجماعية - وخاصة حالات المجموعات العائلية. وقالت آي:
إذا لم يكن هناك انتقال من شخص إلى آخر، فلماذا استمر المرضى في الزيادة بعد إغلاق السوق.
أصبح مستشفى ووهان المركزي واحداً من أكثر المنشآت الطبية تضرراً في المدينة، وتوفي أربعة من أطبائه بمرض "كوفيد 19"، وبحسب تقارير يعاني اثنان آخران من إصابة حرجة.
وتعلق آي قائلة: "إذا حذرنا هؤلاء الأطباء بشأن المرض في وقت سابق، ما كانوا ليموتوا. أشعر بالأسف حقًا لأنني لم أحذر المزيد من الناس. لو كان بإمكاني معرفة كيف سيتطور الأمر لكنت أخبرت الجميع، رغم التحذيرات الموجهة إلي".