واعتبر الدكتور البوطي في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن العالم مهما تباعدت أقطاره وتباينت توجهاته تبقى مصالحة مرتبطة ببعضها البعض مضيفا أن الكثير من مواطني أي دولة تربطهم علاقات اقتصادية واجتماعية وأكاديمية مع مواطني دول أخرى.
وأضاف العالم الإسلامي أجدر بأن تتضافر جهود أبنائه لمواجهة خطر هذا الوباء مؤكدا أن ذلك يعتبر واجبا دينيا وإسلاميا تتحمل مسؤوليته الدول الإسلامية من خلال تبادل الخبرات وبذل المساعدات وغير ذلك من صور التعاون الضرورية في مثل هذه الحالات فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وتعليقا على الفتوى الصادرة اليوم حول تعليق صلوات الجماعة والجمعة في مساجد سوريا قال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام:
"كان لانتشار وباء "كورونا" أثره في العالم كله فقد تقطعت أوصاله وتعطل الكثير من نشاطاته واقتصاداته مما حدا بالجميع لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية الناس من خطره، وعلى الرغم من أن التقارير حول الوضع في سوريا تشير إلى السلامة الإجمالية منه إلا أن الحيطة تقتضي المبادرة إلى اتخاذ إجراءات للوقاية منه ولذلك قررت الحكومة السورية اتخاذ إجراءات وقائية عدة منها تعطيل المؤسسات التعليمية والدوائر الرسمية بنسبة عالية وأحيل امر المساجد والشعائر الدينية إلى العلماء لاتخاذ الفتوى الشرعية بصددها بمقتضى الحكم الشرعي بمثل هذه الحالة والذي ينص على دفع الضرر وحماية المجتمع استناداً إلى الأدلة الشرعية والقواعد المتعلقة بمثل هذه الحالة مما اقتضى إيقاف صلاة الجماعة والجمعة في المساجد لمدة أسبوعين تقريبا وهذا ما تم اليوم في وزارة الأوقاف".
وكان المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام قد أصدرا فتوى بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في مساجد سوريا بشكل مؤقت اعتبارا من يوم الأحد 15 من مارس/آذار ولغاية السبت 4 من إبريل/نيسان للعام 2020 وسيتم الاكتفاء برفع الأذان للصلوات الخمس.