وبحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي"، فخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت ثلاث شركات للتكنولوجيا الحيوية تحقيق تقدم ملحوظ، وهي شركات "بايو إن تيك" و"كيورفاك" و"موديرنا".
وتتخصص الشركات الثلاث في إنتاج علاجات الحمض النووي الريبوزي الرسول "الرنا المرسال"، حيث تستخدم جزيئات الحمض النووي الريبوزي لإرشاد الجسم لتعزيز استجابته المناعية لمحاربة مجموعة من الأمراض المختلفة. يمكن تطوير هذا النوع من اللقاحات وإنتاجه بسرعة أكبر من اللقاحات التقليدية.
و"موديرنا" هي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها ماساتشوستس الأمريكية، تعمل مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة. وأجرت أول محاكمة لها يوم الاثنين في سياتل بواشنطن. يعد ذلك الجزء الأول من التجارب التي تجريها المعاهد الوطنية، وتستعد الشركة للمرحلة الثانية.
أما "بايو إن تيك"، وهي شركة ألمانية، فأعلنت أيضًا عن شراكتين استراتيجيتين لتطوير اللقاح. وتتعاون مع شركة "فيوجن فارما" لتعزيز الجهود في الصين، ومع شركة "فايزر" للقيام بنفس الشيء خارج الصين.
وبالنسبة لـ"كيورفاك" –التي أثارت قلقًا كبيرًا في الفترة الماضية- فهي شركة ألمانية غير مدرجة في البورصة، وتعمل على بدء اختبار لقاح محتمل على البشر هذا الصيف. تعهدت المفوضية الأوروبية بتقديم 80 مليون يورو من الدعم المالي لمساعدتها على إنتاج اللقاح داخل أوروبا.
أكدت وزارة الصحة الألمانية، تقريرًا نشرته وسائل إعلام محلية، ادعى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عرض أموالًا لإغراء شركة "كيورفاك" للانتقال إلى الولايات المتحدة، في حين تعرض الحكومة الألمانية عروضا منافسة لإقناعها بالبقاء.
ونقلت صحيفة "فيلت أم سونتاغ" عن مصدر حكومي ألماني قوله إن ترامب كان يحاول الحصول على عمل العلماء بشكل حصري لبلاده، وسيفعل أي شيء للحصول على لقاح للولايات المتحدة، "ولكن للولايات المتحدة فقط".
في يوم الاثنين، أشارت CureVac إلى أنها "تعمل على توسيع قدراتها التصنيعية لتكون قادرة على توفير ما يصل إلى مليارات الجرعات لحالات تفشي المرض.
مع ذلك، لا يزال الخبراء مختلفون حول أفضل نهج علاج، ويقول الفريق البحثي المعني بالقطاع الصيدلاني لدى مصرف "باركليز" إن لقاحات "الرنا المرسال" لا تزال غير مثبتة الجدارة، لكن من المرجح أن تحظى بالاهتمام على المدى القصير نظرًا لسرعة تطويرها.
في نهاية المطاف، يعتقد خبراء "باركليز" أن هذه اللقاحات الجديدة يمكن أن تحل محلها طرق أكثر تقليدية بمرور الوقت، ويقولون إن السبيل المحتمل أكثر من التطعيم لمعالجة المرض على المدى القريب، سيكون عبر مناهج مثل المناعة السلبية أو مضادات الفيروسات الجزيئية الصغيرة.
عالميًا، اقتربت الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي، من 200 ألف إصابة، وقاربت الوفيات 8 آلاف حالة، فيما تجاوز عدد المتعافين 82 ألفا.
وفي حين كانت أغلب الحالات مسجلة في الصين حتى منتصف الشهر الماضي، فإن مرض "كوفيد 19" انتشر على نحو متسارع في مناطق مختلفة من العالم، وبلغت الإصابات 31 ألفًا في إيطاليا و16 ألفًا في إيران و13 ألفا في إسبانيا، إلى جانب المئات في نحو 160 دولة أخرى.
وعطل عدد من الدول في الشرق الأوسط وأوروبا وبعض الولايات الأمريكية، الدراسة جزئيا أو بشكل مؤقت، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل ملايين المواطنين. كما عطلت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.
وصنفت منظمة الصحة العالمية يوم 11 مارس/ آذار مرض فيروس كورونا "جائحة" أو "وباء عالميا"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.