القاهرة – سبوتنيك. وطالب أبو الغيط، في رسالة اليوم الأحد بمناسبة الذكرى 75 إنشاء الجامعة العربية، "كافة الأطراف بوقفة صادقة مع النفس، داعيا إلى إيقاف القتال على كافة الجبهات العربية المشتعلة.
واعتبر أبو الغيط أن تأسيس الجامعة العربية قبل 75 عاما كان "قرارا تاريخيا بتأسيس بيت جامع يضمهم في رحابه، ونظام مؤسسي يُترجم الرابطة الحضارية التي يشعرون بها إزاء بعضهم البعض.. تلك هي الجامعة العربية التي جسدت وعيا جديدا سرى في أوصال هذه الأمة من أقصاها إلى أقصاها بأن لسانها عربيٌ، وثقافتها عربية، وشعورها وضميرها ووجدانها عربي".
وتابع أمين عام الجامعة العربية قائلا "المنظمة قطعت رحلة طويلة من التحديات، ومن الإنجازات والإخفاقات، وأنها عبرت عن صوت العرب الجماعي وجسدت دفاعهم من قضاياهم ومقدراتهم، ماوسعهم جهدهم، وفي ضوء مُعطيات زمانهم".
ونفى أبو الغيط أن تكون الجامعة العربية تعاني من أزمة وجود، معتبرا أن "هذه الأمة لم تكن أحوج إلى هذا البيت الجامع في أي وقتٍ مضى أكثر مما هي الآن، ذلك أن الدولة الوطنية العربية تواجه اليوم تحدياتٍ غير مسبوقة في حدتها وخطورتها، تحدياتٍ تتعلق، في بعض الحالات للأسف، بوحدة ترابها وسيادتها ووجودها ذاته، مُضيفاً أنها تحدياتٌ لن تستطيع الدول العربية مواجهتها فُرادى".
وشدد أبو الغيط على أنه "لن يستطيع العرب اللحاق بالعصر وحماية مقدراتهم المادية والبشرية -وهي أكثر مما نتصور- إلا لو اقتنعوا بأن أمنهم القومي هو وحدة واحدة، وكلٌ لا يتجزأ، من هُرمز إلى جبل طارق، ومن النيل إلى الجولان، وأن الطيور الجارحة التي تتربص بهذا البلد أو ذاك، تُشكل خطراً على الجسد العربي كله، وهو جسد واحد وروح واحد، لو جُرح عضوٌ فيه هنا أو هناك، لسال منه دمٌ عربي، ولأصابَ الألمُ الجسدَ كلَه".
وأشار أبو الغيط إلى "أن الدول العربية لا زالت بحاجة إلى مفهوم متطور وشامل للأمن القومي العربي، وأن المسافة بين الطموح والواقع لا زالت كبيرة فيما يتعلق بتحقيق التكامل الاقتصادي"، مُشيرا إلى أن "إصلاح العمل العربي المشترك مطلوب بل واجب، شريطة أن يكون هذا الإصلاح بمنطق البناء لا الهدم، وبهدف تطوير ما هو قائم وليس تبديده، خاصة وأن أحداً لا يملك برنامجاً بديلاً لما توفره الجامعة، بمجالسها ومنظماتها المتخصصة، من آليات وأدوات للتنسيق والتعاون بين الدول العربية".
وأطلق أبو الغيط بمناسبة العيد الماسي لإنشاء الجامعة العربية "مناشدة بإسكات المدافع ووقف الصراعات على كافة الجبهات العربية المشتعلة، في سوريا واليمن وليبيا".
ونصت المناشدة على "أن بعض هذه الأزمات، وبالذات في سوريا واليمن، كانت له كُلفته الإنسانية الهائلة، وفي سوريا على وجه الخصوص، أجمع الكثيرون على أن البلاد تواجه أخطر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية مع وجود نحو نصف السكان بين أماكن اللجوء والنزوح. ومنذ اشتعال المواجهات في شهر ديسمبر الفائت، شُرد نحو مليون سوري. ولا ينبغي أن يُنسينا الوباء الحالي أن أهلنا في اليمن يُعانون بالفعل، ومنذ ثلاثة أعوام، من تفشي وباء الملاريا الذي تجاوز عدد المصابين به نحو 116 ألفاً حتى أكتوبر الماضي".
واعتبر أبو الغيط أن "هذه الأوضاع الإنسانية الخطيرة هي عرض للمرض الأصلي وهو استمرار النزاعات. لقد آن للمدافع التي يقتل بها أبناء الوطن الواحد بعضهم البعض أن تسكت، خاصة وأن الوضع العالمي في مواجهة جائحة (كورونا) يجعل من استمرار مثل هذه النزاعات نوعاً من العبث".
وتأسست الجامعة العربية في 22 آذار/مارس عام 1945، بهدف دعم استقلال الدول العربية، والتي كان غالبيتها واقع تحت الاحتلال وقتذاك.
وينص الميثاق الأساسي للجامعة، التي تتخذ من القاهرة مقرا، على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، والعلاقات التجارية، والاتصالات، والعلاقات الثقافية، ووثائق السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة.