أهمية القاعدة
تمثل قاعدة الوطية العسكرية أهمية بالغة، خاصة أن السيطرة عليها يمكن القوات المتواجدة فيها من تنفيذ طلعات جوية منها على محاور الاشتباكات، حيث توفر غطاء جويا للقوات المتواجدة على الأرض.
تقع قاعدة الوطية التي كانت تحمل اسم قاعدة عقبة بن نافع جنوب العجيلات وتابعة إداريا لمنطقة الجميل بالغرب الليبي، وتغطي كافة المنطقة الغربية وتستطيع تنفيذ عمليات قتالية جوية ضد أهداف عسكرية بمحيط ليبيا وليس طرابلس فقط.
تعد القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي تقتصر على الطائرات العسكرية دون المدنية.
تستطيع القاعدة الجوية استيعاب وإيواء 7 آلاف عسكري، وكانت القاعدة قبل أحداث فبراير/ شباط 2011 مركز عمليات أسطول مقاتلات الميراج.
مسرح العمليات
قال اللواء الركن عبدالله نور الدين الهمالي آمر منطقة الزاوية العسكرية الغربية، إن قوات الجيش الليبي تمكنت من السيطرة على 5 مدن جديدة خلال ثلاث ساعات.
وأضاف الهمالي في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم 26 مارس/آذار، أن السيطرة على المدن الخمس جاء عقب هجوم "المليشيات"، على قاعدة الوطية العسكرية الواقعة في الغرب الليبي.
وأوضح الهمالي، أن قوات الجيش تمكنت من صد الهجوم وطاردت القوات المهاجمة حتى الحدود التونسية بعد أن بسطت سيطرتها على المدن جميعها بالمنطقة باستثناء مدينة زوارة، الواقعة على البحر.
وحول أهمية قاعدة الوطية، أوضح الهمالي أنها أهم منطقة استراتيجية في الغرب الليبي من الناحية العسكرية، خاصة أن الجانب الآخر ليس لديه سوى قاعدة معيتيقة في الوقت الراهن، والتي أصبحت في مرمى مدفعية الجيش، ما يفقدها أهميتها أو دورها العسكري، وهو ما دفعهم للبحث عن بديل من خلال محاولات السيطرة على قاعدة الوطية.
مناطق خارج السيطرة
وأشار الهمالي إلى أن طرابلس ومصراته هما خارج سيطرة القوات المسلحة، إلا أن نحو 50% أو أكثر من العاصمة طرابلس تحت سيطرة الجيش، وأن القوات المسلحة كانت ملتزمة بالهدنة الإنسانية التي وافقت عليها القيادة العامة في وقت سابق، إلا أن الجانب الأخر انتهز الفرصة وحاول السيطرة على قاعدة الوطية لأهميتها الكبيرة في المنطقة الغربية، إلا أن القوات تمكنت من صد الهجوم وبسط السيطرة على مدن جديدة.
وأكد أن الجيش يقوم بعض بعملية تمشيط في المناطق الحدودية والمدن الجديدة المسيطر عليها، وأن الخسائر التي وقعت غير مؤثرة مقارنة بما حققته القوات المسلحة خلال ثلاث ساعات بالأمس.
وشدد على أن القوات المسلحة معنية بشكل أكبر بالسيطرة على العاصمة أكثر من المدن المحيطة.
استمرار العمليات العسكرية
فيما أكد مصدر عسكري لـ"سبوتنيك"، أن العمليات العسكرية مستمرة في الغرب الليبي اليوم الخميس 26 مارس/آذار ، بين قوات الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق.
وأضاف المصدر أنه رغم إعلان الهدنة العسكرية إلى أن الاشتباكات عادة إلى العديد من المناطق بشكل قوي، وأن تعزيزات عسكرية وصلت إلى الصفوف الأولى في العمليات الدائرة منذ الأمس.
قوات الوفاق
وبالأمس أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق الليبية، العقيد طيار محمد قنونو، تنفيذ قوات الوفاق عملية وصفها بالنوعية والناجحة ضربت عمق قاعدة الوطية الجوية.
وتحدث قنونو في بيان صحفي "عن هجوم واسع متزامن مع عملية الوطية لقوات الوفاق بأكثر من محور جنوب طرابلس، سيطرت فيه على مواقع متقدمة جديدة".
ولفت قنونو إلى إطلاق غرفة عمليات بركان الغضب، فجر أمس، عملية تحت اسم "عاصفة السلام"، تستهدف مواقع ومنصات إطلاق القذائف المدفعية التي طالت العاصمة خلال الفترة الماضية.
الأمم المتحدة
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف كامل لإطلاق النار في الصراعات بشتى أنحاء العالم، فيما تبذل الحكومات والسلطات المحلية جهودا كبيرة لمواجهة الوباء الذي انتشر إلى معظم الدول.
ودعت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا والجزائر وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، إضافة إلى وزارة الخارجية التونسية جميع أطراف النزاع الليبي إلى وقف فوري وإنساني للقتال لتمكين السلطات الصحية من الاستجابة للتحديات التي يشكلها تفشي فيروس كورونا المستجد.
وتشهد العاصمة الليبية اشتباكات متقطعة منذ أبريل/ نيسان 2019، ورغم إعلان الأطراف المتقاتلة قبولها الهدنة الإنسانية إلا أن العمليات عادت وبقوة مساء الأربعاء 25 مارس/ آذار.