وستعمل اللجنة على تمحيص نتائج بحث يتساءل: هل أن مدى انتشار الفيروس في الهواء أبعد مما كان متوقعا في السابق، حيث تشير دراسة أمريكية إلى أن مدى انتشار الفيروس عبر السعال يصل إلى 6 أمتار، و عبر العطس إلى 8 أمتار.
وقال رئيس اللجنة، البروفيسور ديفيد هيمان، لبي بي سي إن البحث الجديد قد يؤدي إلى تحول بشأن استخدام الكمامات للوقاية من الفيروس.
وأضاف المدير السابق لمنظمة الصحة العالمية قائلا: "إن المنظمة فتحت النقاش مجددا بشأن الدليل الجديد لبحث هل يجب علينا تغيير التوصيات المتعلقة باستخدام الكمامات أم لا".
والجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية توصي بالإبقاء على مسافة متر على الأقل بعيدا عن أي شخص يسعل أو يعطس لتجنب خطر العدوى.
كما توصي أيضا بأن يرتدي المريض أو من تظهر عليه الأعراض الكمامة.
ولكنها توصي الأصحاء بارتداء الكمامة فقط إذا كانوا يعتنون بمشتبه في إصابتهم، أو إذا كانوا هم أنفسهم يسعلون ويعطسون.
وتحذر الدراسة الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في كامبريدج في الولايات المتحدة، من أن نصيحة منظمة الصحة العالمية بالبقاء على بعد 6 أو 8 أقدام من الآخرين قد تكون غير كافية على الإطلاق، كاشفة أن الفيروس التاجي من الممكن أن يمتد تأثيره إلى 27 قدما ويستمر لساعات، بحسب صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
وتقول الأستاذة المساعدة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ليديا بوريويبا، التي بحثت في ديناميكيات السعال والعطاس لسنوات، إن المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية تستند إلى نماذج قديمة من ثلاثينيات القرن الماضي.
وتلفت إلى أنه "بدلا من السلامة المفترضة بالبعد لمسافة 6 أقدام، فإن زفير الإنسان ينتج سحابة صغيرة من الغاز سريعة الحركة تحوي قطرات رذاذ صغيرة مختلفة الأحجام، وتذهب قطرات الرذاذ الأصغر حجما منها إلى مسافات بعيدة، قد تمتد من 23 إلى 27 قدما".
كما تحذر ليديا بوريويبا من أن "القطيرات التي تستقر على طول المسار يمكن أن تلوث الأسطح وقد تظل معلقة في الهواء لساعات".
وأشارت إلى أن "ارتداء الكمامات يقلص من المخاطر في ظروف معينة، خاصة في الأماكن المغلقة والغرف سيئة التهوية، وعلى سيبل المثال، فإن الكمامة في حال مواجهة شخص مصاب يمكن أن تساعد في تحويل مسار تنفسه وما يحمله من فيروسات بعيدا عن الأنف والفم، أما الكمامات الرقيقة فلن تحمي من استنشاق الجزيئات الصغيرة في الهواء، فهي لا توفر مرشحات، ولكنها قد تحول السحابة المدفوعة بزخم كبير إلى الجانب بدلا من الأمام".
وتخشى بوريويبا من أن المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية بشأن المسافة الواجب اتخاذها للواقية من كورونا "مبسطة بشكل مفرط"، و"قد تحد من فعالية التدخلات المقترحة" ضد الوباء المميت.
عالميا، تجاوزت الإصابات بفيروس كورونا المستجد الذي ظهر لأول مرة في وسط الصين نهاية العام الماضي، 961 ألف إصابة، ونحو 49 ألف حالة وفاة، فيما تخطى عدد المتعافين 203 آلاف.
وفي حين كانت أغلب الحالات مسجلة في الصين حتى منتصف الشهر الماضي، فإن مرض "كوفيد-19" انتشر على نحو متسارع في مناطق مختلفة من العالم، وبلغت الإصابات 110 آلاف في إيطاليا و215 ألفا في الولايات المتحدة و104 آلاف في إسبانيا، إلى جانب الآلاف في نحو 203 دولة ومنطقة أخرى.
وعُطلت الدراسة في عدد من الدول حول العالم، إلى جانب إلغاء العديد من الفعاليات والأحداث العامة وعزل مئات ملايين المواطنين. كما أوقفت عدة دول الرحلات الجوية والبرية بين بعضها البعض خشية استمرار انتشار الفيروس.
وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 مارس/ آذار، مرض فيروس كورونا "وباء عالميا"، مؤكدة أن أرقام الإصابات ترتفع بسرعة كبيرة، معربة عن قلقها من احتمال تزايد المصابين بشكل كبير.